هذا هو أسم المسرحية التي قدمتها أخيراً الفرقة المصرية على مسرح الأوبرا الملكية، وهي للكاتبين الفرنسيين أميل أوجييه وجورج صاندو، وقد ترجمها محمد عبد المنعم سعيد بك، وأخرجها الأستاذ فتوح نشاطي المخرج بالفرقة. وتجري وقائع هذه المسرحية في القرن التاسع عشر بفرنسا، وهي تعرض ناحية من الصراع الاجتماعي بين طبقة الأشراف التي كان قد تضاءل نفوذها وانحسرت سيادتها عن المجتمع، وبين الطبق الوسطى التي بمثلها رجال الأعمال الذين وصلوا إلى الغنى بكدهم وارتقت بفضلهم التجارة والصناعة ن ويتجه سير المسرحية إلى السخرية من طبقة الأشراف وانتصار طبقة العاملين عليهم، فكان الغرض واضحاً، كما أن المنهج طبيعي والعرض طلي، بحيث يشعر المشاهد أنه يواجه موضوعاً مهماً، وفي نفس الوقت يحس بالطرافة والمتعة الفنية. وقد استطاع المترجم أن ينقل تلك المقاصد حية نابضة، بأسلوب لا بأس به، غير أنه لم يراع السلامة اللغوية في بعض العبارات، ولا تزال تطن في أذني كلمة (الماية) التي رددها أبطال المسرحية في قولهم (القرض بفائدة ستة في الماية) بفتح الميم الممدودة. . .
وتتلخص المسرحية في أن (المركيز دي بريل) تزوج من (أنطوانيت) ابنة (المسيو بوارييه) التاجر الغني، ويبدو هذا الزواج في المشهد الأول على أنه صفقة رضى بها المركيز المفلس ليستمتع بثروة صهره ويحيا حياة الترف والتبطل التي أعتادها، كما اغتبط بها المسيو بوارييه ليستفيد من لقب المركيز وهو يطمع في أن يصل بهذه المصاهرة إلى عضويه الشيوخ، وقد أنس من ابنته حبها للمركيز. ونعلم بغرض المركيز من هذه المصاهرة، من حديث يجري بينه وبين صديقه (الدوق دي موتمران) الذي يعمل كجندي في الجيش بأفريقيا، وقد قدم في إجازة؛ أما السير بوارييه فهو يعرب عن آماله لصديقه وشريكه (فردليه) وهو (عراب) أنطوانيت، ويخيل إلى أن الجمهور لم يدرك معنى كلمة (عراب) والمقصود بها ما يسمى في العرف الكنسي بمصر (الشبين) الذي يكفل الطفل من وقت (تعميده) أي يرعد ويعطف عليه. والكلمة (عراب) لا تستقيم عربية، ولعلها سريانية.