للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[مجلاتنا الممتازة]

ونصيب المسرح والسينما والغناء منها

للأستاذ دريني خشبة

هل تكتب (الرسالة) أو (الثقافة) أو (المقتطف) أو (الهلال) شيئاً في المسرح المصري الحاضر أو السينما المصرية الحاضرة أو الغناء المصري الحاضر أو الموسيقى المصرية الحاضرة؟ وإن لم تكن هذه المجلات تكتب شيئاً من ذلك، فهل هي على حق في خطتها تلك! وهل هي بتلك الخطة التي تلتزمها حيال أرقى فنونها الجميلة تمثل النهضة المصرية أو تنطق بلسان مصر الحديثة؟ وهل هناك فرق أن تصدر الرسالة - وتلك خطتها - في القاهرة أو في بغداد؟ وهل يتغير المقتطف إن كان يطبع في دمشق، لا في القاهرة؟ وإن صدرت الثقافة في مكة، ولم تصدر في مصر، فماذا كان يتغير فيها بحكم تلك البيئة الجديدة؟ وإذا كان الهلال يأتي إلينا من صنعاء اليمن فهل كنا نرى فيه هلالاً غير هذا الهلال الذي يصدر عن القاهرة؟

وما السبب يا ترى في امتناع مجلاتنا الممتازة هذه عن الكتابة في المسرح المصري الحديث والسينما المصرية الحديثة، والغناء المصري الحديث، والموسيقى المصرية الحديثة، وفي سائر الفنون المصرية الحديثة!

هل يستطيع أحد أن يتهم الأستاذ الزيات أو الأستاذين أحمد أمين وعبد الواحد خلاف، أو الأستاذ يعقوب صروف أو الأستاذين أميل وشكري زيدان بأنهم رجال لا يستطيعون أن يزنوا هذه الفنون من حيث تمثيلها للنهضة المصرية الحديثة والذوق المصري الحديث؟

وإن قلنا إن هذه المجلات قد خصصت نفسها للأدب الجد والعلم الجد، فهل نفهم من ذلك أن أصحابها لا يقولون بأن المسرح المصري الحديث ليس من الأدب الجد في شيء، ومثله السينما والغناء والموسيقى!!

وهل العلاقة بين هذه الفنون وبين الأدب الجد لا تصل في أهميتها إلى خطورة العلاقة بين الأدب الجد وبين اشتقاق كلمة (اجلوّز) وما إليها من تلك الببغائيات التي تحفل بها مجلاتنا الممتازة وتفسح لها صفحاتها؟

ولكن. . . ما علة امتناع مجلاتنا الممتازة، هذا الامتناع الإجماعي، عن الكتابة في هذه

<<  <  ج:
ص:  >  >>