النواحي من مقومات نهضتنا الفكرية الأدبية الحديثة؟!
هل هو الاستعلاء كما زعم لي أحد الزاعمين وأنا أحاوره في هذا الموضوع؟
وفيم يا ترى استعلاء مجلاتنا المصرية الممتازة عن الكتابة في المسرح المصري الحديث والسينما المصرية الحديثة؟ هل هي في حاجة إلى من ينبهها إلى خطر المسرح والسينما ومكانهما من الأدب الذي تضطلع بنشره في مصر قاطبة؟!
وهل ترفض هذه المجلات الممتازة نشر بحث يقدم لها عن المسرح اليوناني، أو المسرح الإنجليزي، أو المسرح الفرنسي؟ كلا. . . إنها ترحب دائماً بهذا البحث وتعده من واجبها الأول!
وهل ترفض ترجمة لأحد رجال المسرح اليوناني أو المسرح الإنجليزي أو المسرح الفرنسي؟. . . وهل ترفض ترجمة لأحد الموسيقيين من أمثال موزارت وباخ وهاندل وبيتهوفن وهايدن وشوبين وليزت ولتنتايكوفسكي؟ أم ترفض ترجمة لأحد المغنين القدامى من أمثال إسحاق وإبراهيم الموصلي وزرياب وعنان؟
هذه طائفة من الأسئلة كانت وما تزال تملأ التفكير، وتجعل الرأس أشبه بخلية النحل من كثرة ما كانت تتوارد فيه، في شدة وفي عنف. . . بل في شبه ثورة جارفة، مُغثاة بكثير من الهم والاكتئاب!. . . لماذا تستعلي مجلاتنا عن تناول المسرح المصري، والسينما المصرية، والغناء المصري والموسيقى المصرية؟. . . إن أحداً لا ينقم على مجلاتنا الممتازة مظهرها العربي الصميم الذي هو مفخرة الصحافة المصرية، ونحن حين نرى العالم العربي كله يقرأ مجلاتنا ويقبل عليها هذا الإقبال لنحمد الله على أن جعل لنا الصدارة في هذا الباب، وأن هيأ لنا من الزعامة الفكرية ما يجعل مصر نبراساً للأمم العربية جمعاء. . . هذا حسن جداً. . . وهو خير كل الخير، لكن ماذا يضرنا لو أظهرنا شقيقاتنا من الأمم العربية على هذا الجانب الهام من مصريتنا الصميمة؟ لماذا لا نكتب لهم عن مسرحنا وعن هذه النخبة الفاضلة العامة المجدة من رجاله؟ لماذا لا ننقد لهم الروايات المصرية التي يؤديها هذا المسرح ويعالج فيها عللنا الاجتماعية؟ ألم تكن فرقنا تذهب إلى فلسطين وسوريا ولبنان والعراق وتونس والجزائر وأمريكا الجنوبية لتمثل هنالك تلك الروايات المصرية؟ أليست هذه هي الأفلام المصرية تصدر من مصر إلى تلك الأقطار