يقع في ٣٠٧ صفحات من القطع الكبير، ثمنه عشرون فرنكاً ذهباً يطلب من المؤاف في بكننا لبنان، ومن المكاتب الشهيرة في الأقطار العربية وفي مصر من مكتبة الهلال
هذا كتاب من كتب التراجم، أخرجه للناس كاتب له في الشرق العربي مكانة، يحلل فيه حياة صديق عزيز عليه، وهذا كما نرى موقف من ادق المواقف التي يصادفها أديب، إذا أراد أن يتوخى الانصاف فلا يظلم صاحبه ولا يظام التاربخ. ولفد أحس المؤلف دقة موقفه كما يتضح في مقدمة كتابه، وعلى هذا الأساي سأبني رأيي في نقد ذلك الكتاب
ويحسن اولاً أن أعطي القاريء فكرة عامة عن تقسيم الكتاب وطريقة السير في موضوعه، ولست أسير في التقسيم حسب أبوابه، بل لقد أحسست بعد قراءته أنه أقسام عامة أولها: حياة جبران قبل أن يعرفه المؤلف، ثم حياتهما معاً، واخيراً نجد ملحقاً في ذيل الكتاب غن وصية جبران ورسائله الى المؤلف وتخليده، وغير ذلك مما حدث بعد موته
فالكتاب كما ترى وصف حياة رجل من أولها حتلا خاتمتها. وفي كتب التراجم إما أن يكون المؤلف غريباً عما يكتب عنه، أو صديقاً له. بيد أن هذا النوع من التأليف أو هذه الناحية من نواحي الكتابة تسير أو ينبغي أن تسير في أساسها وجوهرها وفق ما اصطلح عليه الأدباء في هذا الباب الذي يعتبر في ذاته فناً من فنون التابة كسواء من الفنون، مثل القصص والروايات المسرحية، وكتب النقد وغيرها
يبدأ المؤلف في كتب التراجم عادة بوصف الأسرة التي ولد منها صاحب الترجمة، كصورة لبيئته المنزلية وما قد يختلط بدمه من وراثة، ثم يأخذ في وصف بيئته الطبيعبة والاجتماعية مصوراً طفولته وأخلاقه في تلك الفترة وما يلقي من تربية، وما كان من أثرها في حياته المستقبلة، ثم يتدرج به في مراحل الحياة في تسلسل متصل ووحدة مترابطة الى ما صدافه من حوادث، مبيناً علاقتها بفنه وأثرها في توجيهه، وفي ضوء ذلك كله يحلل آثاره موضحاً ما فيها من تأثر بما سلف، على أن يكون أساس ذلك كله الحقيقة لا الخيال. فالاسناد الصحيح القوي في كتب التراجم عنصرها الجوهري، ولاسيما إذا المؤلف أن يقول