في الخامس والعشرين من يناير سنة ١٩٤٩ أعلنت موسكو نبأ تأليف اتحاد اقتصادي للمنفعة المشتركة في منطقة النفوذ السوفيتي ليعمل علانية على مكافحة مشروع مارشال الأمريكي للإنعاش الأوربي. وقالت وكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس) التي أذاعت الخبر أن المشروع الروسي الجديد جاء نتيجة لمؤتمرات عدة عقدتها في موسكو الدول الحليفة لروسيا في أوائل السنة الجديد؛ وأن هذه الدول (التي رفضت الانصياع لديكتاتورية مشروع مارشال) قد أنشأت فيما بينها (مجلساً للمساعدة الاقتصادية المتبادلة لتدعيم التعاون الاقتصادي أكثر فأكثر) بين بعضها وبعض. وقالت تاس كذلك أن عمل المجلس الاقتصادي هذا سيتناول (تبادل الخبرة الفنية والاقتصادية) بين الدول المشتركة فيه، و (تقديم المعونة المتبادلة للحصول على المواد الخام والمواد الغذائية والآلات الصناعية وما إليها) وأن المجلس سيجتمع دورياً وأنه يرحب بكل من يرغب في الانضمام إليه من الدول الأوربية التي تدين بها بالمبادئ التي يدين بها مؤسسوه والمشتركون في هذا المشروع غير الروس خمس دول في منطقة النفوذ السوفيتي وهي رومانيا وبولندة وبلغاريا وهنغاريا وتشيكوسلوفاكيا. وقد تركت يوغسلافيا - وخلافها مع موسكو قد اتسعت شقته - خارج هذا المجلس.
قبل سنة ونصف أي في منتصف عام ١٩٤٧، خرج الرفيق مولوتوف وزير خارجية الاتحاد السوفيتي في اجتماع مجلس وزراء الدول الأوربية بباريس غاضباً. وكان موضوع البحث بين روسيا وفرنسا وبريطانيا في ذلك الاجتماع مشروع مارشال الأمريكي لإنعاش اقتصاديات أوربا. وقد اصدر مولوتوف عقب انسحابه تصريحاً قال فيه: أن الاتحاد السوفيتي قد رفض المشاركة في المشروع الأمريكي لأن أمريكا لا تتوخى إنعاش أوربا بل تريد تقسيمها وبث الشقاق بين دولها.
وتبع تصريح مولوتوف هذا بيان من (البوليت بيرو) القيادة العليا للسياسة السوفيتية اعترف فيه الروس بأن مشروع مارشال هو أكبر تحد يواجه الاتحاد السوفيتي.
وعلى أثر ذلك شرع الروس في اتخاذ خطوات عملية في ميادين السياسة والاقتصاد