للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

قضية صحفية خطيرة

قرأنا في البريد الإنكليزي الأخير تفاصيل قضية أدبية خطيرة ظهرت فيها شدة القانون الإنكليزي على اللغة القاذفة وأساليب الجدل المستهجنة؛ فقد نشرت جريدة (أكشن) وهي جريدة حديثة تناصر المبادئ الفاشية مقالاً حملت فيه بشدة على جريدة (الديلي تلغراف) الشهيرة، فنسبت إليها أنها واقعة تحت نفوذ جماعة من الماليين والدوليين، وأنها تعمل لخراب البلاد والإمبراطورية البريطانية وتمكين نفوذ العصبة الدولية من ناصية السياسة البريطانية؛ وتناولت في مطاعنها اللورد كمروز صاحب الديلي تلغراف، فذكرت أنه ينتمي إلى أصل يهودي، وأنه بهذه الصفة يخصص جريدته لمناصرة اليهودية الدولية والمالية العليا. فرفعت الديلي تلغراف وصاحبها الأمر إلى القضاء وطلبا تعويضاً ضخماً عن هذا القذف المزدوج. وللصحافة الإنكليزية تقاليد سامية في الأساليب الكتابية وفي المناقشات الحزبية تجعل مثل هذه المطاعن خارجة عن كل ما تبرره الخصومة السياسية من صنوف الجدل. والقانون الإنكليزي صارم جداً في مثل هذه المواطن التي تساق فيها الأقلام إلى القذف المثير؛ ومن ثم فقد حكم القضاء للورد كمروز ولجريدة الديلي تلغراف بتعويض قدره عشرون ألفاً من الجنيهات على الجريدة الفاشية وأصحابها وناشريها، من ذلك مبلغ ٥٠٠ر١٢ جنيه للورد كمروز نفسه، والباقي لشركة جريدة الديلي تلغراف. وقد كان لهذه القضية الأدبية وتطوراتها صدى عميق في جميع دوائر الصحافة والأدب

والذين يقرءون الصحف الإنكليزية يعجبون حقاً بأساليبها الرفيعة في المناقشات الحزبية وجميع ضروب الجدل الأخرى، ويقدرون ما تمتاز به من الأدب الجم والتعفف عن المطاعن الشخصية المحضة؛ فالصحافة الإنكليزية مثل أعلى في هذه الناحية، ومن ثم كانت صرامة القضاء الإنكليزي في الحكم على كل ما يعتبر خروجاً على هذا المبدأ السامي

أرقام عن معرض باريس

نشرت الصحف الفرنسية أخيراً بعض إحصاءات عن معرض باريس تبين سير الأحوال السياحية التي ترتبت على قيام المعرض؛ فمن ذلك أن عدد الذين استفادوا من التذاكر المخفضة لزيارة المعرض بلغ حتى شهر سبتمبر سبعة ملايين، وزار المعرض في يوم

<<  <  ج:
ص:  >  >>