ليس هناك شك في أن الدراسات العليا لا غنى عنها للحياة الدراسة في
مختلف الكليات، ذلك أنها تخلق طبقة من المفكرين والباحثين والعلماء
ونحن بحاجة ملحة اليهم، وبخاصة في هذا العهد الجديد الذي يعتبر
التجديد من أهم خصائصه ومقوماته.
وموضوع الدراسات العليا شائك أو هكذا اخذ ودرس على أنه من الصعوبة بحيث لا ينبغي له أن يمر بسهولة ولا يرى النور إلا بعد تمحيص وبحث من نوع جديد.
لقد مرت هذه الدراسات بأدوار مختلفة، واصطدمت بآراء متضاربة، وأخيراً قدر لها أن تخرج إلى عالم الحياة، كان ذلك في العام الماضي، وأسرع (الخريجون) فقدموا أوراقهم إلى قسم الدراسات العليا بالكلية، واطمأنوا إلى أنه ستتاح لهم دراسات عليا تقوم على أسس جديدة صالحة تتمشى مع روح العصر، وتحذو حذو مثيلاتها من الجامعات.
ولكن لأمر ما، أو لأمور كثيرة، لا ادري! اجل افتتاح هذه الدراسات، ووضع مشروعها على الرف كما يقولون إلى اجل غير مسمى؛ وهكذا يصل التهاون بصوالح الطلاب ومقتضيات التعليم الجامعي إلى هذا الحد المقيت.
ونحن هنا لا نريد أن نتناول موضوع الدراسات العليا الذي قدر له أن يقبر في مهد - لا نريد أن نتناوله بالنقد والتشريح، فالكلام فيه لا داعي إليه، وربما نضطر إليه في وقت قريب.
والذي نريده من أولي الأمر أن يكون هدفهم صالح الأزهر دون أن يسمحوا للرغبات الشخصية بأن تثبت وجودها في هذا الميدان الذي يتطلب صفاء القلوب وإخلاص النيات نريد دراسات عليا تكون صورة مماثلة لما يتبع في الجامعات المصرية، ويلتحق بها كل طالب تتوفر لديه الشروط المرسومة من حيث التقدير العام في السنة الرابعة.
ولا يفوتني هنا أن اقرر حقيقة واضحة، فالدراسات العليا تعتبر حقاً لطلبة الكليات، ومن الواجب على كل إنسان ألا يتغاضى عن حقه، لذا كتبت كلمتي هذه أطالب بتحقيق رغبة