الدولار ورقة خضراء اللون تطبع بطريقة سرية من مركب كيماوي غريب. ويبلغ طولها ٦. ١٤ انشاً وعرضها ٢. ٦١ انشا.
ويبلغ سعر الدولار (ذهب معدن) ٣٥ بالمائة من سعر أوقية الذهب.
وتطبع الحكومة الأمريكية من الدولارات ٢٤٨٢٠٠٠ دولار يومياً، وتجمع الحكومة كذلك من الأسواق دولارات بالية تعادل قيمتها مبلغ الدولارات المطبوعة يومياً.
وينفق الأمريكيون كل يوم ٤٣٧ مليون دولار لتسيير أعمالهم وحياتهم اليومية. ويشكو الأمريكيون كل يوم أن الدولار أصبح لا يساوي قيمته الشرائية كما عهدوه في السنين الماضية. وتبلغ هذه القيمة ٥٨ بالمائة من قيمة دولار سنة ١٩٣٩.
ومع ذلك فإن الدولار هم اليوم أهم وثيقة مطبوعة عرفها تاريخ العلاقات السياسة. هو سلاح مارشال في محاربة التوسع الشيوعي وسلاح رجال الأعمال في (وال ستريت) للتسرب إلى معاقل الاشتراكية في أوروبا لحفظ النظام الاقتصادي المطلق الذي تؤمن به الرأسمالية الأمريكية.
والدولار الأمريكي هو أساس بلية بريطانيا وأزمتها الاقتصادية وهو الشبح المخيف الذي يقلع مضاجع القارة الأوروبية المحطمة.
وقد لعب الدولار في الأيام الأخيرة دوراً هاماً في سياسة العالم. فقد كانت قلته في بريطانيا داعياً لها لانتهاج سياسة مالية جديدة متباينة جوهريا مع سياستها التقليدية في الداخل والخارج.
فالدولار مثلا هو العقبة الكبرى في سبيل اتفاق أمريكا وبريطانيا وفرنسا حول مستقبل فحم الرور الألماني.
والدولار هو السوط الذي جمع أقطاب السابة والاقتصاد في أوروبا على طاولة واحدة لأول مرة في تاريخ أوروبا الحديث.
على هذه الطاولة التقى الجائع مع الاستعماري، والشيوعي مع المحافظ العتيد والاشتراكي مع أولئك الذين يميلون إلى أقصى اليمين.