للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[البريد الأدبي]

المصدر صحيح

صاغ الأستاذ المفتن (الزيات) رائعة من رائعة فيها جلال الذكرى، وجمال الوفاء، ومنها لطف العتب وحسن الاعتذار، فقد ألفت مجلته الخالدة شتات الألوان في ألفه (الألف) ودفعته الفرحة إلى التنويه ببلوغها بعد تبليغها، وساق تاريخها مساق الحقيقة، لكنه عنف حين عرض للخارجين على رسالته ونال منها حتى جعلها (معتلة. .)!

إن الاعتلال عرض عام يشترك فيه كل كائن، لكنه حين يتناول المبادئ لا يبلغ هذا المبلغ؛ فالمبدأ أخو العقيدة، والعقيدة أصل الكيان، والكيان لا يمكن أن يعتوره اختلال إلا إذا فسد اصل من أصوله؛ وفساد الأصل يتحقق بتحقيق دواعيه؛ وقد عاشت الرسالة ثلثي الألف وهي مسددة الخطا مبرأة من العيب بالغة الهدف، راغبة في الحق، مرتغبة عن الباطل. فكيف يمكن الحكم باعتلالها وكيانها صحيح؟

لقد قسا أستاذنا (الزيات) على رسالته لكنه نزيه في قسوته. فلا شك أنها كانت ولا زالت، ينبوعا فياضا تغترف منه النهى أصول المعرفة، واتخذت طابعا يطبعها بالاتزان، والوقار، والأناة، وحسن التأدي، وجودة التخير، وهي هي في اتسامها بتلك السمات لا تنحرف، ولا تنقاد، ولا تميل مع الأهواء حيث تميل!

إن المشتق والمصدر فرع عن أصل، والأصل لازال سليما معافى لم يثقله غير الكفاح في سبيل تحقيق المبدأ السامي الذي يدور حول سيادة لغة الضاد في إعزازها، والاعتزاز بها، وهذا ممثل في كل صفحة من صفحات الرسالة. إن مجلتك أيها الرجل الحصيف قد كفت عن الابتذال، لأنها عفت عن المال، وارتفعت بقوامها وقومها لأنها تأبى الإسفاف والانحراف، فحسبك ما ترى ونرى، ترى إشعاعها، ونحن نرى أضواء هذا الإشعاع!

بور سعيد

أحمد عبد اللطيف بدر

الفتاة وجور الجاهلية الأولى

نحن في القرن العشرين، ولكن يظهر أن الدنيا تغيرت وشمل هذا التغيير مخلوقات الله

<<  <  ج:
ص:  >  >>