للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب الفنلندي]

للأستاذ صديق شيبوب

بينما كان الشاعر (لياس لونرو) يعنى بجمع قصائد كاليفالا وضم أجزائها، وإنشاء لحمة بينها لتتألف منها ملحمة وطنية قديمة

قام شاعر آخر بنظم ملحمة وطنية عصرية يتغنى فيها ببطولة الفنلنديين في العصور الحديثة، وكان اسم هذا الشاعر (جوهان لودنيج أونبرج)

ولد أونبرج سنة ١٨٠٤ وتوفي سنة ١٨٧٧، ودرس الطب وامتهنه واشتغل بالأدب والشعر. وفي شبابه وجه عنايته إلى درس أخلاق مواطنيه في كثير من العطف، ثم كتب في ذلك رسالة طويلة كما تناول مظاهر هذه الأخلاق في الأقاصيص العديدة التي كتبها بعد ذلك. وهذا ما جعله في طليعة الأدباء الذين عملوا على إنشاء الأدب الفنلندي بالرغم من استعماله اللغة الأسوجية فيما كتب ونظم، لأنه عرف كيف يصف روح مواطنيه وكيف يعبر عنها تعبيراً صادقاً. وقد تجلت هذه الميزة خاصة في كتابه: (أقاصيص حامل الراية) '

كان الشعر أبرز ما في أدب هذا الطبيب، وله قصائد يعدها النقاد الأسوجيون والفنلنديون من خير ما نظم في هذين البلدين، وهم يقرون أن أحسن شعره ما جمعه في كتابه الذي ذكرناه: (أقاصيص حامل الراية)، وهو في جزأين، ظهر الأول منها سنة ١٨٤٨، والثاني سنة ١٨٦٠.

تتألف هاتان المجموعتان الشعريتان من أقاصيص رواها على لسان جندي قديم اشترك في الحرب التي اضطرت أسوج في نهايتها إلى التنازل عن فنلندا لروسيا فوصف معاركها وقص أنبائها، وسجل أخبارها. وقد كان من الجرأة بمكان عظيم أن يختار الشاعر موضوعاً لملحمة وطنية حرباً ختمت بالانكسار والخذلان؛ ولكن التاريخ كان قد سبق الشاعر فدّون الأخطاء التي وقعت فيها قيادة الجيش وحملها مسؤولية الاندحار ووصمها بالجبن والخيانة.

فقائد الجيش الأعلى لم يصدر غير أوامر تقضي بالارتداد والتراجع، وسلم قائد آخر حصن (سيفبورج) الحصين من غير قتال. بينما ناضل الجنود المشهورون ببسالتهم وصبرهم على الأهوال نضال المستميت فأنقذوا شرف الجندية ولكنهم لم يستطيعوا أن يفوزوا وينتصروا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>