نشوء الكائنات (الأحياء الدنيا تنشأ أولا) التخصص في الأعضاء دليل الرقي (الوظيفة توجد العضو) تنازع البقاء ووسائله (الغريزة الجنسية وحفظ النوع) الحواس وحفظ الذات (الجمال مسخر لحفظ النوع) البقاء للأصلح (تنازع البقاء وسيلة للرقي) التعاون وسيلة للرقي.
لم يكن دارون أول من اهتدى إلى مذهب النشوء وتوابعه، ولم ينفرد
وحده بالتنبه إليه. فاليونان وغيرهم من الأمم القديمة قد لمحوا إليه
وبحثوه بقدر ما كانت تساعدهم معارفهم ووسائلهم العلمية. وتنبه إليه
العرب، فطبقه ابن خلدون في مقدمته على نشوء العمران وانحلاله.
وشعر المعري بما يدعونه تنازع البقاء فحفل بالإشارة إليه شعره.
وأخيرا إخوان الصفا فجاءونا بما يجعل هذا الفصل خليقا بهذا العنوان
جاءنا إخوان الصفا بأن هذه الكائنات المختلفة من معادن ونبات وحيوان هي سلسلة متماسكة الحلقات شديدة الإندغام بعضها في بعض. وانه ليس ثمة حدود فاصلة أو مراحل متقطعة بين الحلقة وتاليتها. (المعادن متصل أولها بالتراب وآخرها بالنبات، والنبات أيضا متصل آخره بالحيوان، والحيوان متصل آخره بالإنسان، والإنسان متصل آخره بالملائكة) وهم في هذا على أشد ما يكون من الإقتناع. ورسائلهم حافلة بهذه الفكرة يبدئون فيها ويعيدون كأن الإشارة المفردة عندهم لا تنيلهم ما يصبون إليه من إقناع
كذلك يقول إخوان الصفا - وقولهم حق -: (إن الحيوانات الناقصة الخلقة متقدمة الوجود على التامة الخلقة بالزمان في بدء الخليقة، وذلك أنها تتكون في زمان قصير. والتي هي التامة الخلقة تتكون في زمان طويل لأسباب وعلل يطول شرحها) هنا لا يختلف إخوان الصفا عن نشوئي هذا العصر القائلين بأن الحياة قد بدأت بأحط أنواع الأحياء وأبسطها تركيبا. والقائلين أيضا بأن الطبيعة تصرف على الحيوانات الراقية جهدا فوق ما تصرفه على الحيوانات الدنيا، ولذا فأنسال هذه كثيرة وأنسال تلك قليلة.
ويشير إخوان الصفا إلى أن التخصص في الأعضاء دليل على الرقي في سلم النشوء،