للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[هذا هو الطريق. .]

للأستاذ سيد قطب

(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل، وان الله لا يضيع اجر المؤمنين: الذين قال لهم الناس: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيمانا، وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسهم سوء، واتبعوا رضوا الله، والله ذو فضل عظيم. إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه، فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)

قران كريم

كلما رأيت المتوجسين عن الجهر بكلمة الله، وهم يزعمون الإيمان بالله. . كلما سمعتهم يجمجمون بهذه الكلمة ولا يصدعون خيفة أن يمسهم القرح، وان نسلط عليهم قوى الشر والطغيان. . كلما وجدتهم يلبسون هذا الضعف ثوب الكياسة واللباقة والمرونة والدهاء. .

كلما أبصرت هذا كله تمثلت لي تلك الآيات القدسية الكريمة ترسم الطريق. . الطريق الذي لا طريق غيره إلى النصر والعزة والمنعة والتوفيق. . وهتفت من أعماق ضميري: ألا إن هذا الدين لواحد، ألا وإنه لن يصلح آخره إلا بما صلح به أوله. . ألا وان هذا هو الطريق. . .!

(الذين قال لهم الناس: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيماناً وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل) انهم لم يقولوا: نحن قله ضعيفة في كثرة باغية، فلنصبر على الذل، ولنرض بالهوان، ولنجامل الشر، ولنتق الطغيان. .

حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً. . فالمؤمن يوقن: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وإن أمر الله إنما يتم بعبادة الذين ينفذون أمره، وان السماء لا تمطر على الناس عزاً ولا نصر إنما هم يصلون قلوبهم بجبار السماء فتهون عليهم قوى الأرض، وتهون معها حياة الأرض. وعندئذ ينقلبون بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء. وعندئذ يمكن الله لهم في الأرض، لأنهم صدعوا بكلمة الله، ولم يخشوا غير الله.

ذكرت هذا كله وأنا احضر اجتماعاً يقول دعاته: انهم اجتمعوا لتجديد شباب الإسلام والعمل

<<  <  ج:
ص:  >  >>