للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الحديث ذو شجون]

للدكتور زكي مبارك

الزواج بعد العشق - من هذه المحامية الحسناء؟ - قيمة

الصدق - بين الأدب والحياة - جزئيات! - سؤر الحديث

الزواج بعد العشق

في أحوال كثيرة ينتهي الزواج بعد العشق إلى الانفصال، ثم إلى العداء، بحيث لا يحب أحد الزوجين المنفصلين أن يسمع خبراً عن صاحبه في أي معرض من معارض الحديث. . . فما تعليل هذه الظاهرة وهي من الغرابة بمكان؟

كان المنتظر أن يكون الزواج المنبعث عن العشق أقوى وأمتن وأبقى من سائر أنواع الزواج، ولكن النتيجة تخالف ما انتظرناه، وتشهد بأن العشق يكون أحياناً من أسباب الطلاق. . . فما تعليل هذه الظاهرة، وقد قلت إنها من الغرابة بمكان؟

يجب أولاً أن تعرف موجبات العشق، لنرى كيف يمكن أن يصبح من منغصات الزواج، في أكثر الأحايين، فما تلك الموجبات؟

يخطئ من يقول إن العشق اتصال روح بروح، بغض النظر عما يساور حياة العاشقين الاختلاف الطارئ، وهو الاختلاف الذي تخلقه ظروف المعاش، وهي ظروف تتجدد في كل يوم بأشكال وألوان

أساس العشق أن يكون المعشوق صورة مثالية، صورة يراها العاشق نهاية النهايات في الجمال والجلال، صورة منزهة من كل ما يغض من نظارة الجسم وحلاوة الروح

ونحن نعرف أن العاشق لا يرى معشوقته ولا تراه إلا بعد تأهب وتهيؤ واستعداد، فيكون كل لقاء شبيهاً باللقاء المنشود في ليلة العرس، وتكون الأنفاس في حرارة محرقة لا يخمدها التلاقي، وتلاقي العشاق أقصر من طيف الخيال

وهذا البناء ينهدم حين يصبح العاشقان زوجين، ينهدم بسرعة، لأن المرأة لا تتجمل للزوج كما تتجمل للعاشق، ولأن الرجل لا يغازل الزوجة كما يغازل المعشوقة، وبهذا يضيع ما كان ينتظر الزوجان من سعادة الحياة، حياة العشق الذي لا يكدره فضول الرقباء، وهما لا

<<  <  ج:
ص:  >  >>