[الأزهر والثقافة الدينية وأثرها في الحياة المصرية]
للأستاذ الشرقاوي
أقيمت في مصر منذ شهرين أو أكثر، المهرجانات لمناسبة تنشرح لها صدور المثقفين الذين يرجون أن تتعمق الثقافة المصرية كيفا، كما يراد لها أن تتسع كما، وأن تستوعب تلك هي المهرجانات التي أقيمت احتفالا بالعيد الفضي لجامعة فؤاد الأول.
وقد نالت هذه المناسبة من الاهتمام - وذلك أمر طبيعي - إلى حد أن شرفها جلالة الملك بحضور بعض حفلاتها، والى حد وضعها جميعا تحت رعايته السامية، وإلى حد أن يدعي لشهودها كبار رجال الفكر والعلم من بلاد العالم المختلفة، فحضرها مندوبون عن ثلاثين من الدول بلغ عددهم مائة وخمسة وسبعين، وقد شهدوا جميعا مدى ما وصلت إليه الثقافة المدنية في مصر من تقدم ونجاح.
ومنذ أيام قريبة رأينا وسمعنا عن حفلات تقام في إحدى مديريات مصر يتبرع فيها، أو يعلن فيها بالتبرع، بأموال ضخمة ستخصص لإنشاء مدارس، وقد تنشأ منها أو يستعان بها على إنشاء جامعة جديدة، فوق ما أنشئ من جامعات في السنوات الأخيرة. وأبادر فأسجل أن هذه مناسبات وتوجيهات تنشرح لها، كما قلت، صدور المثقفين الذين لا يرجون لوطنهم إلا الخير.
ولكن هناك شيء آخر هو الذي أريد أن أجعله موضوع هذا المقال.
منذ ذلك الوقت الذي كانت تقام فيه تلك المهرجانات الحافلة لعيد الجامعة، وإلى هذه الأيام القريبة التي تلبي فيها الدعوات وتبذل الأموال الضخمة، أو يوعد ببذلها، لإنشاء مدارس وجامعة جديدة، في هذا الوقت وذاك، رأينا وسمعنا، وما نزال نرى ونسمع، عن أمور تجري في جامعة عريقة تعتز بها مصر، ويحتاج العالم الإسلامي - أو هكذا يقال - لما تقوم به، أو لما يمكن أن تقوم به، من جهود في سبيل إحياء ثقافة هذا العالم وحفظ تراثه العقلي والأدبي والروحي. بل في سبيل تنمية هذه الثقافة وتعزيزها ومدها بعوامل البقاء والتقدم.
هذه الجامعة هي الأزهر.
والناس أمام هذا الذي رأينا وسمعنا عن هذه الجامعة فريقان، فريق يرى أن من خصائص