ولا ريب أن إنشاء مسجد في لندن يؤدي فيه المسلمون صلواتهم الجامعة بدلا من الصلاة في الفضاء، وفي حديقة سيعود على الإسلام والمسلمين بالخير العظيم، والفائدة الشاملة، ويستوجب الثناء الوفير والذكر الحسن الجميل من المسلمين المقيمين في إنجلترا، بل من المسلمين جميعا في أنحاء العالم، وسيجعل للإسلام مكانا بين الأديان التي قامت معابدها في عاصمة بريطانيا، مكانا تعلوه منارة شاهقة، يقف فيها المؤذن ويهتف من أعماق نفسه بالإسلام ونبي الإسلام، محمد الذي نطقت باسمه الكريم ملايين الشفاه، واهتزت له ملايين القلوب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا.
والذي ستنطق باسمه وتهتز له كذلك ملايين القلوب إلى يوم الدين.
إن ما يبذل من مجهودات، وتضحيات، وأموال في سبيل الدعوة لدين الله والدفاع عنه، سيفتح باب العزة لدين الله وكلمة الحق، وقد يكون كذلك باب العزة، والسمو لبلاد المسلمين، والعرب بالوحدة السياسية المتينة. (جمعية)(ووكنج)
كذلك يوجد في وهي ضاحية تبعد عن لندن نحو خمسة وعشرين ميلا، مركز أو جمعية إسلامية وبها مسجد ذكرنا من قبل أمر إنشائه وتعميره.
وفي عام ١٩٣٦ تفضل حضرة صاحب الجلالة مولانا الملك فاروق الأول حين كان وليا للعهد، وحين كان يتلقى علومه في إنجلترا بزيارة هذا المسجد، وأدى فيه فريضة الجمعة.
ولما كان الكثير من السكان المسلمين المقيمين في لندن يجدون بعض الصعوبات في الانتقال لتأدية الصلوات في المسجد لبعده، فقد نظمت صلوات الجمع في جناح بأحد المنازل القريبة من محطات فكتوريا.
وإمام هذا المسجد هو الدكتور عبد الله، الذي كان لسنوات كثيرة إماما لمسجد برلين بألمانيا.
والدكتور عبد الله إمام مسجد (ووكنج) باكستاني كريم النفس جم التواضع، دائم النشاط والحركة، والعمل، في الدعوة إلى الإسلام، يقضي هو ومساعدوه معظم أوقاتهم بالدعاية