اعتقدت أني لست بحاجة إلى أن اقدم للقراء الشاعرة الآنسة فدوى طوفان صاحبة ديوان (وحدي مع الأيام) الذي أصدرته لجنة النشر للجامعيين، وهي الكوكب اللامع في سماء الشعر، والنجم الساطع في أفق الأدب، والبلبل الصداح في دوحة العروبة الذي غنى فأشجى القلوب، وهز النفوس.
عرفت فدوى منذ فترة تزيد على عشرة أعوام مما قرأته لها من قصائد ومقطعات على صفحات الرسالة الغراء، والأديب الزاهر وقد اختصتها بطائفة كبيرة من أنتاجها الشعري، فهزني شعرها وأطربني غناؤها، لا لأنه شعر نسائي ظهر في فترة أقفر فيها الشعر الحديث منه، لا لأن صاحبته آنسة تستحق المجاملة والتشجيع، ولكن لأنه صادرة عن شعور صادق، وموهبة فطرية. وكنت أتيقن أن يوماً قريبا آت تتبوأ فيه الشاعرة الناشئة مكانتها في موكب الشعر. وقد حققت الأيام ذلك وأصبحت فدوى طوفان شاعرة لا لفلسطين وحدها؛ بل لدينا العرب والعروبة.
وليس ديوان الشاعرة ألا مجموعة من القصائد المتناثرة هنا وهناك تخيرتها الشاعرة مما نظمت وضمتها إلى بعضها، لوجود وحدة نفسية بينها فهناك شعر كثير لم يتضمنه الديوان وأملها تنشره في ديوان آخر.
وأستميح صديقي الكاتب المعروف، والناقد اللامع الأستاذ أنور المعداوي العذر إذ أنوه بإشرافه الفني على إخراج الديوان. وأنا أعلم انه لن يرضيه هذا التنويه. ولكنه يرضي الفن والأدب، والى المشرف يرجع الفضل في الحلة الأنيقة التي ظهر بها الديوان أهدت الشاعرة الفاضلة ديوانها إلى روح شقيقها الشاعر المرحوم إبراهيم طوقان الذي قصف يد المنون غصنه الرطيب وهو ريان الصبى، ربق الشباب، وكان للشاعر الأخ والوالدة والأستاذ، فأحدث موته في قلبها فاجعة لم تستطيع الأيام أن تسدل عليها ستار النسيان،