للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البَريدُ الأدَبيَ

وا أسفاه! مات النشاشيبي:

قُضي الأمر وقَضي إمام العربية الأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي! توفاه الله إلَّيه في منتصف ليلة الخميس الماضي بالمستشفى بعد أن نقلناه إليه من الفندق بأربع ساعات؛ ثم انتشر نعيه في الصباح الباكر فلم يبق أحد ممن يعرفون الفضل أو يقدرون الأدب أو يقوِّمون الخلق إلا أرسل عينيه أو قلب كفيه حزناً على استشهاد هذا البطل المخلص في الميدان الذي ارتضاه لجهاده في سبيل دينه ولغته وعروبته.

كان نعيه يقابل في كل مكان ومن كل إنسان بالحسرة والدهشة: بالحسرة، لأن من قرأ النشاشيبي يعتقد أن مكانه لن يملأ وأن خلفه لن يكون. وبالدهشة، لأن من رأى النشاشيبي لا يتصور أن هذه الشعلة الذهنية تخمد، ولا أن هذه الحركة العصبية تسكن. أخلد النشاشيبي مضطراً إلى سكينة الموت بعد خمسة وستين عاماً قضاها في جهاد متصل: جاهد في شبابه للحياة من غير هدنة؛ ثم جاهد في شيخوخته للخلود من غير راحة؛ ثم ألقى السلاح ومضى كما يمضى الربيع تاركا وراءه الخصب والعشب والثمر.

كانت جنازته في يوم الجمعة تكريماً للأدب والعلم سار فيها مندوب جلالة الملك، وصاحب السماحة مفتى فلسطين، ومندوب صاحب الدولة رئيس الوزراء، وممثلو الدول العربية والإسلامية، وصفوة من رجالات مصر، حتى مثواه الأخير. تغمده الله برحمة من عنده، وألهم أسرة الرسالة وأمة العروبة الصبر على فقده!

المهرجان الأدبي والفني:

عينت الإدارة العامة للثقافة بوزارة المعارف يوم٢٠ فبراير القادم لإقامة المهرجان الأدبي والفني. وجعلت يوم ٢١ يناير الحالي آخر موعد لقبول الإنتاج الأدبي وآخر الشهر بالنسبة للإنتاج الفني (التصوير والنحت والأشغال والزخرفة)

وتوالى الآن لجان التحكيم النظر في الشعر والقصص والمسرحيات والأغاني والأناشيد، وسيختار موضوع للخطابة يتبارى فيه الخطباء.

وقد اختيرت مسرحية (إسماعيل الفاتح) الأستاذ إبراهيم رمزي بك موضوعاً للمباراة بين الفرق التمثيلية المدرسية، والفصل الثالث من رواية (مصرع كليوبترا) للمرحوم شوقي بك

<<  <  ج:
ص:  >  >>