ها نحن أولاء نخوضها في الأيام حرباً صليبية جديدة، بل ها نحن أولاء نخوضها معركة من معار الحروب الصليبية القديمة. . فما خمدت قط نار هذه الحروب بيننا وبين الصليبيين. .
ها نحن هؤلاء نخوضها حرباً مقدسة في وادي النيل، وفي الشمال الإفريقي، وفي إيران، وفي العراق. . ولقد كسبنا الجولة الأولى في إيران العظيمة، ونحن في طريقنا إلى كسب الجولة الثانية في وادي النيل. ولن يقف الشعب العراقي القوي المتحمس دون خطوات إيران، ولا دون خطوات الوادي. والشمال الأفريقي كله يتأهب استعداد للوثبة الكبرى. .
الظل الأسود يتقلص. . ظل الاستعمار البغيض. ظل الصليبية التي عجزت عن مكافحة الإسلام باسم الدين، فقامت بحركة التفاف عن طريق الاقتصاد، وعن طريق الثقافة، وعن طريق الاستعمار. وهي تحمل الصليب في قلبها وتخبئه، بدل أن كان تشهره على الرؤوس وترسمه على الحراب والسيوف!
الظل الأسود يتقلص، وحطام الاستعمار يتطاير، فتنحني عليه الأساطيل، تلتقطه غارقا من اليم، كما انحنى الطراد الإنجليزي (موربتيوس) ليلتقط بقايا الإمبراطورية من مياه إيران العظيمة!
الظل الأسود يتقلص والراية الإسلامية الكبرى تنشر ظلالها الشفيفة الحبيبة، تنشرها وتنشر معها القوة والثقة واليقين في النصر؛ وتنشر معها العزة والاستعلاء على الذل والقهر.
لقد ارتفعت هذه الراية الحبيبة فأنمت في شهر ما ظل حزب تودة الشيوعي يحاوله في عشر سنوات ولا يستطيع!
وامتدت عدوى الضربة الإيرانية الإسلامية القوية إلى وادي النيل، ولا غضاضة في أن نسجل أن إيران قد سبقتنا، فإيران بضعة من جسم الوطن الإسلامي الحي، ولا غضاضة في أن تتحرك الكف لتصفع، قبل أن تتحرك القدم لتركل، ولا غضاضة في أن تتحرك الذراع لتضرب قبل أن تتحرك الرجل لتسحق! - والعراق على الإثر - فشعب العراق الأبي الفتى لا يقبل أن يكون متخلفاً. . إن بترول العراف سيؤمم، وإن معاهدة العراق