(طريق الدوفر) كوميدية مسرحية، ليست بذات الحوادث المعقدة، بل هي مسرحية بسيطة غاية البساطة تعالج مشكلة من أهم المشكلات. . . مشكلة الزواج بأسلوب تهكمي ساخر. وقد لاقت نجاحاً عظيماً عندما مثلت على أحد مسارح لندن. . . وهو لعمري نجاح تستحقه المسرحية ويستحقه كاتبها. أما مؤلفها فكاتب إنكليزي يدعى وهو ما يزال حياً يرزق.
المستر (لاتيمر) كهل أعزب له هواية غريبة حقاً. أنه يسعى إلى أن يحل مشاكل الزواج التي تعترض الشبان.
وعلى باب بيته على طريق الدوفر الذي سكنه على هذا الأساس. . . أساس صيد العازمين على الزواج قبل فرارهم - عن هذه الطريق - إلى فرنسا حيث الزواج وشهر العسل. . . على باب بيته يقف اثنان، شاب وشابة. . . ليونارد وآن.
إن مجيئهما ليس عن طريق الصدفة بحال من الأحوال بل هو أمر محكم التدبير؛ فقد رشى المستر (لاتيمر) سائق سيارتهما طالباً منه تعطيل السيارة أو التظاهر بأنها عطلت أمام منزله.
إن ليونارد يطرق الباب الآن. وها هو الخادم (دومينيك) يفتحه له. فيقول ليونارد (أهذا فندق؟) فيجيبه دومينيك بالإيجاب.
يدخل الاثنان. وبعد أن يستقرا نستطيع بكل سهولة أن نفهم من حديثهما أن (ليونارد) شخص ترك زوجته (يوستاسيا) ليهرب مع الفتاة (آن) التي تركت هي بدورها أباها.
يستقبلهما المستر لاتيمر - صاحب المنزل أو الفندق كما ظناه - بعد ذلك، فيظهر هذا لنا بمظهر من يفهم السبب الذي قاما من أجله برحلتهما. ثم يبدأ يسأل آن عما تنتويه وتريد فعله ملقياً بعد الأسئلة درساً في فائدة الأناة والتفكير في تصرف المرأة فقبل أن تقدم على عمل بعد من أخطر الأعمال بالنسبة إليها بل هو - أي هذا العمل - حياتها كلها وغرضها الأسمى الذي خلقت من أجله.
هنا نفهم عقلية ليونارد جيداً. . . إننا نراه يفقد أعصابه بسرعة فلا يستطيع أن يحكمها