١ - قول منشئ الخبر حاجب بن زرارة التميمي هذا القول:(. . . إن العرب أمة قد غلظت أكبادها، واستحصدت مرتها نحن وفودها إليك، وألسنتها لديك. . .)
وقد عني الصباغ بالأمة مصطلح وقته، وما نذهنه نحن في هذا العصر، ولم يقل عربي جاهلي في زمن: نحن أمة. وإنما يعرف العربي عشيرته أو قبيلته أو ربعه أو حيه أو مدينته أو يمنيته أو تهاميته أو ما ضارع ذلك. وإن كان في لغته من معاني الأمة (الجماعة)، فلم يقلها كما لم يقل نحن جماعة العرب قاصداً جميع العرب وأحياءهم وقبائلهم كافة. وما جاءت العرب أمة إلا من بعد أن ألفها (مؤلفها) وقرأت (سفر التكوين. . .)
ويعز على العربي الصحيح أن يرى العرب قد ناكروا التأليف الدهر الأطول، وقرءوا (الكتاب) ولم يعقلوه، ولو عقلوا لكانوا أمة أي أمة، ولعربت الدنيا وأحال أهلها
يا هؤلاء، سيروا في قومكم سيرة عمرية، وخلصوهم من البؤس والجهل والأمية، وعلموا العربية، وعلموا القرآن، علموا القرآن تقبل إليكم وحدة عجيبة عربية
ابن على الصخر (لا كالبناء على الآجر والطين)
وللأمة في (كتاب) معان جمة، أكثرها الجماعة والدين أو الملة. قال تعالى (والأمة هنا هي الجماعة):
(كنتم خير أُمة أُخرجت للناس، تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله. ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم، منهم المؤمنون، وأكثرهم الفاسقون)
فالأمة في الآية الكريمة (هم الذين هاجروا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة، وخاصة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) كما جاء في (جامع البيان) للطبري
والمهاجرون عرب وغير عرب كما هو معلوم، وقد كان فيهم سالم بن معقل الأصطخري ولو لم يستشهد في قتال عرب مرتدين لكان الخليفة الثالث. وسالم هذا مهاجر، وبدري، وأنصاري بالولاء، وشهيد (الله أكبر، الله أكبر!)، وكان يؤم في الطريق من هاجر معه من مكة، وفيهم عمر بن الخطاب (رضوان الله عليه)