للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[هل الموت نتيجة لازمة للحياة؟]

الحيوانات والنباتات الخالدة - الشيخوخة وأسبابها

للأستاذ نصيف المنقبادي المحامي

(إلى ذكرى العالم البيولوجي المصري الكبير الدكتور عثمان

غائب باشا اقدم هذه الثمرة البسيطة من حديقة تعاليمه الفيحاء)

يعتقد جمهور الناس أن الموت نتيجة طبيعية لازمة الحياة، وأن كل كائن حي لابد من ان يموت. فإذا صحت هذه العقيدة فلا محل للبحث عن أسباب الشيخوخة ولا محاولة الكشف عن علاج لها لاتقاء حدوثها لأنها تكون حينئذ قضاء محتما لا مفر منه. ولكن من ينعم النظر ويدقق البحث على ضوء الاكتشافات والحقائق العلمية الحديثة يتضح له أن تلك العقيدة لا تستند إلى أي سند علمي وأن سبب قيامها في أذهان الناس هو ما يشاهدونه عادة في الإنسان وفي باقي الحيوانات والنباتات المتعددة الخلايا نتيجة عوامل الشيخوخة التي سيأتي الكلام عنها.

وقبل أن نتكلم عن هذه العوامل ونبين أن الشيخوخة مرض كسائر الأمراض ينشأ عن تسمم تدريجي ناتج من نظام التغذية وجهاز التصريف الناقصين في النباتات والحيوانات (بما فيها الإنسان) - قدم من الآن الأدلة القاطعة التي تهدم تلك العقيدة من أساسها - عقيدة ضرورة الموت - ونعني بذلك الحيوانات والنباتات الخالدة.

الحيوانات والنباتات الخالدة:

كل من يفحص بالميكروسكوب قطعة من جسم إنسان أو من جسم أي حيوان أو أي نبات يتضح له إنها مؤلفة من خلايا صغيرة متلاصقة لا ترى بالعين المجردة وهي أشبه بخلايا النحل ولكنها غير منتظمة مثلها، والخلية تتركب من مواد زلالية مخلوطة أو ممزوجة بمواد دهنية ومواد سكرية أو نشوية، وفي وسطها نواة من مواد زلالية أخرى، ولمعظمها غشاء أو غلاف يحيط بها من مادة زلالية وغيرها في الحيوانات، ومن مادة السليلوز في النباتات وهي من فصيلة السكر والنشا ومادة الخشب.

وأصل كل فرد من النباتات والحيوانات (ومنها الإنسان) خلية واحدة تسمى في علمي

<<  <  ج:
ص:  >  >>