للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[هذا العالم المتغير]

للأستاذ فوزي الشتوي

الفيتامينات تغذي عقلك أيضاً

سمعت طبعاً عن الفيتامينات وضرورتها للحياة السعيدة وللصحة الجيدة. وعرفت أن الجسم الذي يعاني نقص منها يعاني من الآلام والعلل ما لا يتيح له مواصلة الحياة. ولكنك لم تعرف أن العلماء اكتشفوا أخيراً أنها غذاء العقل أيضاً. وإن نقصها يؤدي إلى حالات مختلفة من الاضطراب العقلي فيصاب الإنسان بالقلق وضعف الذاكرة وسرعة التعب وعدم الرغبة في العمل كما يحس بالآم خفية في مفاصله وظهره ويفقد شهيته.

وقد يكون الضعف التناسلي نتيجة لنقص أحد أنواع الفيتامينات المتعددة. بل هناك نوع من الفيتامين ينظم قدرة الإنسان الجنسية. وأولئك الذين يعانون نقصاً في الفيتامينات هم في الواقع أقل قدرة على مواجهة الحياة وأكثر تعرضاً للفشل لأنهم محرومون من صحة الجسم وسلامة العقل.

ولكي ندرك تأثير الفيتامينات على العقل يجب أن نعرف عملها في الجسم. فالفيتامينات إحدى الهبات التي نجدها في منتجات الطبيعة من الأغذية والخضراوات التي نأكلها مثل البيض والكبد واللبن والقمح والطماطم والفواكه وغيرها. وتيسر منذ سنوات قلائل الحصول على هذه المواد بالطرق الصناعية فانتشرت مركباتها في الصيدليات كحبوب أو كحقن تستخدم لعلاج حالات نقصها أو للتغلب على بعض الأمراض الناشئة.

ولا يحتاج جسم الإنسان إلى مقادير كبيرة من هذه المواد الضرورية فما نحتاجه من فيتامين (ب) المعروف اسم الثيامين لا يتجاوز جزاءاً من ألف من الأوقية في اليوم الواحد، أي أن أوقية واحدة من الفيتامين تكفيك ثلاث سنوات أو تكفي ألف شخص ليوم واحد.

وعمل الفيتامينات في جسم الإنسان أنها تساعد على تحويل المواد الغذائية التي تتناولها إلى نشاط جسماني وعقلي. وبغيرها لا يستفيد الجسم شيئاً من المواد التي نأكلها. وقد اكتشف الطب والكيمياء عشرة أنواع من الفيتامينات مرتبة على الحروف الهجائية تبعاً لوقت اكتشافها. ولا يزال العلماء منهمكين في اكتشاف أنواع أخرى منها.

وأكثر الفيتامينات تأثيراً على العقل هو فيتامين ب بأنواعه الستة، ولأثنين منها تأثير خاص

<<  <  ج:
ص:  >  >>