للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

الزعيم أحمد عرابي

الأستاذ عبد الرحمن الرافعي

الأستاذ محمود عبد المنعم محرم

الأستاذ عبد الرحمن الرافعي هو مؤرخ التاريخ المصري الحديث، وكتبه التي أخرجها هي في دقتها وصدقها مثال رائع لما يجب أن يقوم به المؤرخ المنصف. وكتابه الذي بين يدي الآن (الزعيم أحمد عرابي) انتهى الأستاذ الرافعي من كتابه في يناير مفتتح هذا العالم. وكان مقدراً لهذا الكتاب أن يرى النور في مارس من العام الحالي، غير أن الطغيان والظلم جالا دون ذلك، فبقى الكتاب حبيسا حتى خلى سبيله أخيرا يحمل الدعوة إلى التضحية والدعوة الإصلاحية إلى أبناء الوطن.

ومن تصاريف القدر أن الزعيم أحمد عرابي ظلم ظلما متواترا أثناء حياته وبعد مماته. وهذا الذي وقع لسيرته الرافعية ما هو إلا حلقة من سلسلة الاضطهادات المادية والمعنوية التي أصيب بها بطلنا الكبير. ولئن كان الأولون الذين ظلموه قد اتخذوا باطن الثرى مضاجع لهم، فإن هؤلاء الذين وقع ظلمهم عليه الآن، قد خرجوا من الديار يجوبون الآفاق طريدي العدالة والأنصاف، وراحوا مشيعين بما فعلوا من سوء وما قدموا من بغي وخذلان.

وأحمد عرابي زعيم فلاح نشأ في القرية، ودرس في الأزهر فترة وجيزة. وكتب علية أن يترقى في مناصب الجندية من ابسطها إلى أعلاها حتى كان زعيم مصر في عهد من احلك العهود التي مرت ببلادنا العزيزة. وكانت نهاية هذا البطل المخلص، أن ائتلفت ضده قوى الاستخذاء والاستعمار والأنانية والطغيان، وحاربيه في ميدانه الوطني، وأخرجته من وطنه الحبيب وبلاده التي جاهد لها.

وإن العدالة الإلهية تقتص لهذا الوطن البائس، ولأبنائه الفلاحين الفقراء العراة ولجنوده المظلومين من الطواغيت المستبد التي أخذت عليه مسالك الحرية والأمن والصعود إلى مصاف الدول القوية والشعوب المستنيرة. وغير خفي أن أحمد عرابي هب يطالب بحقوق الوطن، وأبنائه، في عهد الخديوي توفيق، الذي كان يمثل العقلية التركية القذرة بكل

<<  <  ج:
ص:  >  >>