للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طَرَائِفَ وَقِصَصْ

الزوجة الجديدة

عن الإنجليزية

كان على المنضدة المصنوعة على الطراز الياباني موقد يغلي فوقه وعاء من الشاي وبجانبه فنجان وزجاجة من الروم.

وكانت الكونتس تراقب صنعه وهي تنظر إلى وجهها في المرآة وترتب شعرها حين دخل الكونت (دي سالور) فرمى بقفازيه وألقى قبعته. وابتسمت الكونتس ابتسامة سرور عندما التفتت إليه وأصابعها الصغيرة البيضاء ترفع عن جبينها الناصع خصلة من الشعر الذهبي. ونظر إليها مترددا في القول كأن خاطرا هاما يشغل ذهنه ثم قال: (هل وجدت الالتفات الكافي في هذه الليلة؟) فقالت الكونتس (أرجو ذلك).

ثم تناول مقعدا وجلس أمامها وامسك بقطعة من الكعك وقال: (لقد كان ذلك التصرف محزناً).

فقاطعته قائلة: (وما الذي كنت تريد؟ هل كان يحسن أن يضحك الناس منا؟).

قال: (كلا يا عزيزتي؛ ولكنني أعني أنه لم يكن يليق أن يأخذ المسيو دي برويل بذراعك ويذهب. ولو كان من حقي أن أمنعه إذ ذاك لمعته).

فقالت: (كن طويل البال. إن آراءك اليوم ليست كآرائك من عام. وهذا كل ما في الموضوع. ولما رأيتك تتخذ خليلة ورأيت الحب بينكما ظاهراً اعتقدت أنه لا يسوءك أن يلتفت إلي إنسان. وقد شكوت إليك ذلك الحين كما تشكو إلى الآن. ولكنني كنت أكثر حكمة منك، فقلت: إن علاقتك بمدام دي سيفري تسبب لك ألماً. وقلت لك إنك تعرض نفسك للاستهزاء. فماذا كان جوابك؟ لقد قلت لي في صراحة إنك حر، وإن الزواج في نظر الطبقات الراقية إنما هو مظهر اجتماعي وليس عقداً أدبياً. ألم يكن هذا جوابك؟ وأفهمتني أن خليلتك أفضل مني وأرق أنوثة لقد كان هذا هو تعبيرك (أرق أنوثة) واتفقت منذ ذلك العهد معي على أن نعيش في منزل واحد على أن يكون كل منا منفصلاً عن الآخر تمام الانفصال، ولم تكن بيننا رابطة إذ ذاك سوى ابننا الذي يتربى بيننا، وقت لي في جلاء إنك لا تعني إلا بالمظاهر. إن لي أن أتخذ خليلاً على شرط أن يبقى الأمر مكتوماً. ثم كلمتني

<<  <  ج:
ص:  >  >>