وقد كتب عنه برل قائلا:) لقد كان أر نولد ناقداً أميناً، نعم لقد أساء فهمه الكثيرون ولكن ما قيل عنه يجب ألا يعد لا في العير ولا في النفير فلم يخطئ الحقيقة بل أصاب مقاتلها في بعض الأحيان وأخطئها في البعض الآخر. ويندر أن نجد في أدبنا ناقداً يضاهية في الدعابة وحسن النكتة. وإن محاضراته عن ترجمة هوميروس لتؤلف كتاباً تلذ قراءته، وتفيد مطالعته، ويستحسن طبعه؛ فهو كتاب قيم يندر أن تجد له مثيلا في دقة محتوياته وحلاوة دعابته، فهو يجعل قراءة الأدب لذيذة؛ ومطالعة سير الحب سارة للرجال الذين بلغوا من العمر عتيا يتذكرون أيام طفولتهم ومغامرات حداتهم).
لن تتيح لنا الظروف أن نتناول كل ما كتبه أرنولد في النقد وأصوله وفنه، ويكفي هنا أن نسرد مثلين من أمثلة نقده لندل على الطريقة التي كان يتبعها في نقد الدب الأدباء. أما الأول هو يتناول آراء أر نولد في الشاعر الإنكليزي المعروف شلي، والثاني تنسون.
لم يكتب أرنولد طيلة حياته نقداً تاماً للشاعر شلي ولكنه في مواضع كثيرة من مؤلفاته يطلعنا على رأيه فيه؛ يصفه كثيراً بقوله:(هو ملاك جميل ولكنه عديم التأثير إذ يحلق في الفضاء مرفرفاً بأجنحته دون أن يحدث هنالك كبير أثر) وفي بعض المناحي الشعرية يجهد شلي نفسه للحصول على ما يستطيعه الغير بسهولة ودون أي تعب أو نصب. ولكن الأغاني التي اشتهر أمره فيها لم تكن أحسن ما كتبه الشاعر بل إن معظم أشعاره متحف من التوافه والمبتذل من الشعر.
وكان أر نولد يعتقد اعتقاداً حازماً في أن شلي لم يصل إلى الدرجة السحرية الفائقة التي كانت تنتظر منه، وأن شعره يخلو من المادة الصحيحة السليمة، ولكن دعنا نستعرض هذين الانتقادين لنرى مبلغ صحتهما وصوابهما. أما من حيث مادة شلي وأسلوبه فتكثر فيه الحسنات كما تكثر السيئات. وأما من حيث خياله ومقدرته السحرية فقد أخطأ أرنولد في