العربية واللاتينية، هما اللغتان اللتان كانتا سائدتين في إسبانيا الإسلامية، وعنهما تفرعت لغتان عاميتان: اللاتينية الدارجة (الرومنسية أو العجمية) لغة الصبيان والأحداث، وأرباب الصناعات والزوجات الإسبانوليات، والعربية الدارجة، متأثرة بالعجمية والبربرية:
داب نعشق لأليمه نجيمه
من يحبك ويموت فيك
إن قتلت عاد يكون بيك
لو قدر قلبي يخليك
لم يدبّر ذا النُّغيمة
يا مطرنَنِ شِلِباطُ (يا مذهول)
تُن حزين تنِ بناطُ (إنك مكروب)
ترى اليوم وَشْطاطُ (ضائعاً)
لم تذقي فيه غير لقيمة
بهذه اللغة نظم ابن قزمان - أبو نؤاس الأندلسي - أزجاله، فطار صيتها إلى مشارق الأرض ومغاربها، وتأثر بها الشعراء الأوربيون في تأليف الأغاني الشعبية لا سيما شعراء (التروبادور) وعلى رأسهم (الكونت ده بواتيي) البروفنسالي
نشأ الشاعر في قرطبة وتوفي أوائل النصف الثاني من القرن السادس بعد أن تجاوز الثمانين سنة قضاها متنقلاً، بين إشبيلية وجيَّان وبلنسيه
كان طويل القامة أشقر الشعر، أزرق العينين، تزوج، ثم هجر زوجه لما لقيه فيها - وفي بنات جنسها - من المكر والخديعة: