للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[عشر كلمات]

مهداة إلى (الأستاذ الزيات)

للأستاذ علي الطنطاوي

- ١ -

قال الله تعالى: (يا أيها الّذينَ آمنوا اصبروا وصابروا) (ولنَبْلُوَنّكم بشيء من الخوفِ والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشّر الصابرين). (ولنَبْلونكم حتى نعلَم المجاهدين منكم والصابرين). (واستعينوا بالصبر والصلاة إنّ الله مع الصابرين) (إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب)

- ٢ -

قال أبو سنان: دفنت ابني سناناً، وأبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر، فلما فرغت قال: ألا أبشرك؟ قلت: بلى. قال: حدثني أبو موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنّة وسموه بيت الحمد

وعن أنس قال: اشتكى ابن لأبي طلحة فمات وأبو طلحة خارج ولم يعلم، فلما رأت امرأته أنه قد مات هيأت شيئاً ونحّته في جانب البيت، فلما جاء أبو طلحة، قال: كيف الغلام؟ قالت قد هدأت نفسه، وأرجو أن يكون قد استراح؛ فظنّ أبو طلحة أنها صادقة، ثم قربت له العشاء، ووطّأت له الفراش، فلما أصبح اغتسل، فلما أراد أن يخرج أعلمته بموت الغلام، فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخبره، فقال: لعّله أن يبارك لكما في ليلتكما، فجاءهما تسعة أولاد كلهم قرءوا القرآن

- ٣ -

قال محمد بن خلف: كان لإبراهيم الحربي ابن، وكان له إحدى عشرة سنة، قد حفظ القرآن، ولقنه من الفقه شيئاً كثيراً، فمات، فجئت أعزيه، فقال لي: كنت اشتهي موته. فقلت: يا أبا اسحق، أنت عالم الدنيا تقول مثل هذا في صبيّ قد أنجب، ولقنته الحديث والفقه؟ قال: نعم،

<<  <  ج:
ص:  >  >>