للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

قصة معمل الذهب

القصة الثالثة عشرة من القصص المدرسية

للأساتذة: سعيد العريان، أمين دويدار، محمود زهران

للأستاذ أبو الفتوح محمد التوانسي

عنوان القصة الجديدة من القصص المدرسية وهي أولى المجموعة الثالثة من هذا القصص الرفيع، فماذا يوحي هذا العنوان الطريف العجيب الذي يثير الرغبة ويهيج الشوق؟

لا شك عندي أن الطفل سيسر حين يطالع قصته، وسيغرق في الضحك حين يعلم أمر الأب توت مع الشقي حابي، وسيدفعه هذا وذاك إلى إدراك جمال القصة، وقريب من أذهان الطفولة تلك الأسمار الشائعة التي لا يزال يرويها عامة القصاص في القرية من حكايات العفاريت التي يتخللها كثير من صور المسخ والتقمص. وفي اعتقادي أن هذا أثر عريق من آثار مصر القديمة في عهدها الأسطوري لا زال عالقاً بالأذهان، رغم تقادم الحقب وامتداد الزمن؛ فالشراب الذي يحيل الحيوان الناطق إلى حيوان نكير الصوت شبيه بالكيمياء الذهبية، وتلك خرافة قديمة

وما زالت الخرافة عند الشعوب منشأ الفلسفات والأديان؛ فالقصة التي تصوغ الحقيقة الواقعة في أسلوب خرافي هي أدنى إلى منازع الطفولة، وقصة معمل الذهب تقوم على فكرة من هذه الفكر التي تنتهي حتما إلى غرض تهذيبي، وإذا فماذا يفهم الطفل من قصته الجديدة؟ سيعرف بلا ريب أن السرقة التي حرمتها الأديان لا تليق بكرامته، لأن مصيره ربما كان كمصير اللص حابي ومن لف لفه.

فإذا انتقلنا من هذا العرض الموجز ألفينا في القصة أسلوباً قصصياً بارعاً، نسج برده طبع قصصي، فهو يملك سمع الطفل ويحرك فيه شهوة القراءة، ثم يمنحه زاداً لغوياً نافعاً ويسوقه في رفق إلى تذوق التعابير الصحيحة التي هي الغاية من تعليم اللغة. فقصة معمل الذهب وشقيقاتها السابقات طريق سهل واضح المسالك إلى تعليم الإنشاء العربي. وما تزال طريقة هذا الفن في مدارسنا في حاجة إلى التجويد، وإن تكن قد بلغت منزلة مشكورة من

<<  <  ج:
ص:  >  >>