للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الفن]

ميكيلانجلو العبقرية الملهمة

للدكتور احمد موسى

عرفنا من المقال السابق كيف بدأ القرن السادس عشر بشخصية الرجل الكامل ليناردو دافينشي، وكيف كانت الرغبة أكيدة في إحياء علوم الإغريق وفنونهم، وعلمنا مدى أثرهما على ليوناردو

واليوم نعالج عبقرية ملهمة، وشخصية فذة. اعتبرت ولا تزال معتبرة من أبرز شخصيات الفن إطلاقاً، ألا وهي شخصية ميكيلانجلو، النحات القدير، بل قائد النحت الحديث، والمعماري العظيم، والمصور الهائل

وكم كنت أود أن أدرس مختلف نواحيه الفنية. لولا أن هذا قد يذهب بنا إلى تفاصيل قد لا تؤدي إلى ما نرمي إليه من تزويد القارئ بمعرفة شئ مبسط عن الفن وعن تاريخه، بقصد السمو بذوقه، وفتح ناحية من الاستمتاع النظري أمامه، لا تقل روعة عن نواحي الاستمتاع النفساني الأخرى؛ بل قد تزيد أهمية، نظراً لقلة ثقافتنا الفنية بوجه عام

هذا يرغمني على أن أحاول الجمع بين غايتين مختلفتين: الأولى الاقتضاب حتى لا يمل القارئ، والثانية الإيضاح الصادق حتى يعلم أهم ما تجب معرفته عن شخصية من أبرز شخصيات الفن إطلاقاً

ولعل أهم ما تجب معرفته مبدئياً هي مميزاته الفنية، والطابع الذي طبع به إنتاجه. أما مميزاته فقد يمكن فهمها عند ما يشاهد ما تركه من تراث مجيد، فعندئذ نرى أنه كان سامي الخيال باحثاً وراء المثل العليا في خلقه؛ وأما طابعه فهو يتلخص في أنه استطاع أن يخلق لنفسه عالماً فنياً خاصاً، جال فيه ثم ارتفع حتى أصبح مضرب الأمثال في الجمع بين سمو الخيال وجمال الاقتباس، وبين القوة والعنف، هذا إلى جانب روعة الإنشاء التي كانت له دون غيره

وموضع الدهشة والحيرة في خلق هذا الفنان العبقري أنك عندما تشاهد إنتاجه لا تستطيع

<<  <  ج:
ص:  >  >>