للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[النزاع في البلقان]

للأستاذ عمر حليق

من بين القرارات الرئيسية التي اتخذتها الجمعية العمومية في اجتماعها الأخير بباريس مشروع جديد لإعادة السلم في البلقان، والسعي لتصفية الحرب الأهلية في اليونان.

وقرار هيئة الأمم هذا يطلب إلى جارات اليونان الثلاث: ألبانيا وبلغاريا ويوغسلافية، الامتناع عن تزويد الثوار اليونانيين بالأسلحة والمساعدة المادية والمعنوية، ويوصي اللجنة الدولية التي أنشأتها هيئة الأمم لفض النزاع في البلقان بمتابعة أعمالها. وقد خولها هذا القرار صلاحيات جديدة من شانها إذا نفذت أن تضع نهاية مرضية لهذا الصراع المؤسف المزمن الذي ابتدأ بين اليونان وجاراتها منذ أن وضعت الحرب العالمية الأخيرة أوزارها.

وهذا المشروع الذي نحن بصدده هو من وضع الصين وبريطانيا وفرنسا وأمريكا مشتركين. وقد نال أصوات جميع أعضاء هيئة الأمم باستثناء روسيا وحلفائها في دول أوربا الشرقية

وكان رأي الروس لحل مشكلة البلقان يرمي إلى وقف أعمال لجنة البلقان الدولية التي ألفها مجلس الأمن في السنة الماضية، وسحب الجنود الأجانب من جميع الجنسيات من اليونان، ثم حمل الدول المتنازعة على الدخول في مفاوضاتلإيجاد تصفية نهائية.

وطبيعي أن هدف الروس في هذه الدعوة هو إقصاء الجنود الأمريكيين والبعثات العسكرية الانجلوسكسونية التي تدير الجيش النظامي اليوناني، وترك الحالة مرهونة بالقوة الكامنة لدى الثوار اليساريين اليونان والتي ترعاهم حكومة موسكو في شكل لا يتخذ صورة المساعدة العلنية التي يقوم بها الأمريكان في اليونان وتركيا، والتي تتخذ شكل السيطرة السياسية والاقتصادية التامة، خصوصا في اليونان وقد كبت هانسون بولدوين المعلق العسكري لجريدة النيويورك تايمس الأمريكية منذ مدة يقول إن انتصار روسيا في حرب البلقان يكشف عن وسيلة الصراع التي تدفع فيه روسيا الولايات المتحدة إلى حرب اقتصادية تستنفد القوى الاقتصادية الأمريكية وتعقد العلاقات والتيارات الاقتصادية والتجارية في عالم ما بعد الحرب. وقد عد هذا الكاتب عمليات روسيا في اليونان انتصارا لأن مضي عام على احتلال الأمريكان مكان الإنجليز في اليونان، وإنفاقهم ٢٥٠ مليون

<<  <  ج:
ص:  >  >>