هل تعلمنا الشمس كيف نستخرج الطاقة الذرية بأبسط الوسائل ومن أكثر العناصر انتشارا في العالم؟
كل القرائن تقول نعم. فهي ترسل إلينا بإشعاعاتها منذ القدم. وهي تغذينا بطاقتها الذرية طول عمرنا وعمرها. وتستغل في هذا السبيل ابسط العناصر وأكثرها في الوجود وهو غاز الأيدروجين. فهذا الهواء حولك جزء من أيدروجين، وهذا الماء الذي تغتسل به وتشربه أو تسبح فيه مؤلف من الأيدروجين والأوكسجين.
ومن ثم يسيل لعاب العلماء والحكومات ورجال الصناعة. بالمعلم (الشمس) تشرق على كل مكان، ويستطيع كل إنسان أن يرقبها، ويدرس طريقتها في فلق ذرات الأيدروجين وإرسال طاقتها. والأيدروجين موجود في كل مكان تطرقه. ومن المعروف أن الخالق لا يحب التعقيد بل يلجا في تدبيره إلى البساطة المتناهية. وأول علاماتها في هذا الصدد أن الأيدروجين هو ابسط العناصر، فتتألف ذرته من كهرب واحد يدور حوله كهرب سالب واحد.
ومن ثم يبدو بعد الشقة بين كمال قدرة الخالق ونقص كمال قدرة الإنسان، وقد بدت حكمته فتركنا نسعى بعقلنا حتى اكتشفنا الطاقة الذرية من اعقد طريق، وبأعقد الوسائل والمواد، ثم استغللناها في الدمار والخراب. فعرفناها عن طريق اليورانيوم اعقد العناصر، وبآلات بالغة الضخامة، ثم استخدمناها لقتل البشر ودمار المدينة، أما هو فكانت وسائله على النقيض تماما. ويكفي أن نقول أن الشمس مصدر الحياة.
وليس هذا مجال التوسع في هذا الحديث فنحن قبل بحث جديد لا يعرف سوى الله مداه. فقد وفق الإنسان إلى استخراج الطاقة الذرية، ولكن من اليورانيوم والبلوتونيوم اعقد العناصر المعروفة وأبهضها تكاليف، فضلا عن أن بقاعا شاسعة من العارض لا تملك منهما شيئا.