للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تمثلوا كلهم في ذلك الرجل]

للأستاذ أحمد عبد المجيد الغزالي

(كانت الحفلة التكريمية التي أقامها الدستوريون من أبناء دار العلوم في دار الأوبرا الملكية بمناسبة الأنعام الملكي على صاحب المعالي الوزير الأديب إبراهيم دسوقي أباظه باشا مظهراً من مظاهر الأدب الرائع تجلى فيما ألقى الخطباء وأنشد الشعراء من أفانين البلاغة العالية التي استمدت صورها من فن المادحين، وفكرها من أخلاق الممدوح. وإنا ننشر هذه القصيدة تمثيلاً لما قيل في هذا الحفل الكريم، ومشاركة من الرسالة في تكريم هذا الخلق العظيم)

مجدٌ أهل على أمجادك الأَولِ ... ممن نفدَّيه بالأرواح والمقل

(فاروق) أكرم من يجزي على عمل ... للساهرين على الإخلاص في العمل

الصامتين وأيديهم محدَّتةٌ ... والعازفين عن التهريج والدجَل

السائرين على الأشواك لن يهنوا ... حتى يسير الحمى في اليانع الخضِل

الذاهبين مثالا في الفناء له ... حتى غدوا في التفاني مضرب المثل

الخائضين الوغى ناراً مؤججة ... فما استكانوا وما ذلوا على وجل

القاذفين بها أرواحهم شعلاً ... أذكت لظاها، فكانت أصدق الشعل

الثائرين على العدوان مجترئاً ... والصامدين له في الحادث الجلل

الصارخين وقد دوّى الحديد ضُحى ... والشُوبَكِيُّونَ اشلاءٌ على السبل

الغاضبين أسوداً في عرينهمُ ... وقد عوى الذئب محموماً على الحمل

أولئك الصفوةُ الأخبار أجمعهم ... تمثّلوا كلهم في (ذلك الرجل)

هو الدسوقي وفي يمناه صفحته ... بيضاءُ: تقرأ فيها سيرة البطل

يا سيدي: رتبةُ الفاروق مفخرةٌ ... فانعم بها في هوى (الفاروق) واحتفل

تهيبتك فلمْ تهمم مبكرة ... وأين همتها من قمة الجبل؟

سعت إليك فجال الشعر في خلدي ... والشعر لولاك لم يخطر ولم يجل

يا سيدي في يدي قيثارة عجب ... شدت بمجدك في حب وفي غزل

تهز أوتارها نشوي فمن ثمل ... يميل من فرط نشواه على ثمل

<<  <  ج:
ص:  >  >>