في شهر سبتمبر من سنة ١٩١١ أغارت إيطاليا على طرابلس - وهي يومئذ ولاية تركية - فنهض المصريون لمعاونة طرابلس بالطب والشعر والمال والرجال، فمضى إلى الميدان أطباء مصريون لمعالجة الجرحى الطرابلسيين، منهم الدكاترة حافظ عفيفي وسيد شكري ونصر فريد؛ ومضى إلى الميدان مجاهدون مصريون أشهرهم عزيز باشا المصري، ومحمد بك القناشي؛ وجمعت أموال كثيرة لتموين الجيش الطرابلسي. وبفضل تلك الحرب أنشئت جمعية الهلال الأحمر المصري، وكان لقلم الشيخ علي يوسف تأثير في إنشاء تلك الجمعية، وهي لا تزال من كبريات جمعياتنا الخيرية.
طمع ألقي عن الغرب اللثاما ... فأستفق يا شرق وأحذر أن تناما
وفيها قال عبد المطلب قصيدته البائية:
بني أمنا، أين الخميس المدرَّبُ ... وأين العوالي والحسام المذرَّب
و (بنو أمنا) في قصيدة عبد المطلب هم الأتراك، وكانوا كذلك بحكم الأخوة الإسلامية، وهو معنى فسره شوقي أحسن تفسير حين قال في التوجع لسقوط (أدرنه) في الحرب البلقانية:
مقدونيا - والمسلمون عشيرة - ... كيف الخئولة فيك والأعمام
وبمناسبة قصيدة عبد المطلب أذكر أنه قال في التمهيد إن نفسه جاشت حزنا حين لاحظ أن القوة المدافعة من الطرابلسيين وأن الأتراك لم يكونوا إلا مديرين
وقد فكرت في مراجعة الجرائد المصرية لذلك العهد عساني أعرف السبب في تخلف الجيش التركي عن معاونة الجيش الطرابلسي، ثم اتفق أن لقيت الأستاذ عبد الرحمن بك