[براعة استهلال العام]
ليس أدل على يمن هذا العام وإقباله، من براعة استهلاله. وبراعة
استهلاله تأييد قوة الإسلام، وتوحيد كلمة الشرق، بتوثيق الصلة بين
عرشين أثيلين بالمصاهرة، وتمكين الألفة بين شعبين نبيلين بالمودة.
والعرشان المصري والفارسي أعرق العروش في أصل الحضارة،
والشعبان المصري ولإيراني أسبق الشعوب إلى خدمة الفكر. والسامَّية
الممثلة في مصر، والآرية الممثلة في إيران، هما اليوم مناط الرجاء
في نهضة الشرق الإسلامي القريب والبعيد، لأنهما تجمعان شعبتي
الفكر البشري وما يميزهما من سمو الروح وبراعة الذهن وصوفية
الخيال وحب الحقيقة. فلا جرم كان زواج صاحب السمو الإمبراطوري
محمد رضا بهلوي ولي عهد إيران، من صاحبة السمو الملكي الأميرة
فوزية شقيقة صاحب الجلالة الفاروق ملك مصر، حادثاً سعيداً في
تاريخ الإسلام والشرق، سيكون له أثره المحمود في تبليغ الرسالة
المحمدية مرة أخرى إلى النفوس العانية التي ضلت سعادتها وراحتها
في ظلام القلق والحيرة والشك
نسجل هذا القران الميمون في هذا العدد الخاص بالهجرة، لأنه وقع في أوائل السنة الهجرية، ولأننا نرجو أن يكون للإسلام والسلام والمدنية من نقلة الأمير المصرية من القاهرة إلى طهران، ما كان لها من نقلة الرسول الأعظم من مكة إلى المدينة. وأنا لندعو الله مخلصين أن يحقق فيه للعرشين العريقين صوادق الرجاء، وأن يجعله للشعبين العظميين عهد الإخاء والرجاء، وأن يقرنه للعروسين الكريمين بالبنين والرفاء.
ابن عبد الملك
ذكرى الهجرة