قرأنا بالعدد ٣١٩ من الرسالة الغراء كلمة بعنوان (حول الفن المنحط ـ كلمة أخيرة) رداً على ما كان قد كتبه أديب فاضل عن جماعة (الفن والحرية)، وما كان من نقاشه مع الأديب أنور كامل عضو الجماعة في رده عليه من ناحية توخى فيها أنور كامل البعد عن التفاصيل الفنية وذكر الأسماء والتواريخ. أما وقد ذكر الأستاذ الفاضل في كلمته هذه اسم الأديب الشاعر أندريه بريتون وترجم كلمة قديمة له عن السيرياليزم ثم تكلم بعد ذلك معقباً بكلام من عنده؛ فلهذا فقط أجد نفسي مضطراً لتصحيح ما أورده من الأخطاء في حق هذا الكاتب وحركته. ولكيلا أتيح الفرصة للقراء الأفاضل بأن يروا صورة مشوهة ممسوخة لهذه الحركة العالمية التي تعبر عن أسمى وأنبل المشاعر الإنسانية في القرن الحاضر، والتي وصلت عن طريقها الحضارة الفنية سواء في الشعر أو التصوير الحديث إلى الدرجة العليا واضعة بذلك قاعدة المدرسة المعاصرة في الشعر الحر والتصوير المبني على الفكر الشاعري والتحليل النفساني الحديث. ولعل الزملاء من المعارضين قد يتحرون الدقة بعد ذلك في إيراد ما يريدون من مصادره الأخيرة الموثوق بها بشأن هذه الحركة التجديدية التي ما زالت تتسع وتتجدد حتى اليوم ولا يقف أمام نشاطها ركود الفكر أو خمول البحث والتنقيب.
والظاهر أن الأديب الفاضل قد اكتسب معلوماته عن السيريالزم (الفن البعيد عن الحقيقة الظاهرة) كما يتضح من كتابته عن طريق تلك الفقرات التي أتت إجمالاً في كتاب:
, & ونحن نعتقد أن مجرد قراءة فقرات كهذه كتبت منذ عدة سنوات لا تخول له الحق في التحدث بمثل ما تحدث به، وأن في هذا جناية على الفكر والكاتب الذي تحدث عنه، و (للرسالة) بما لها من تأثير وانتشار لا يقف مداه عند مصر، بل يتعداه إلى الشرق العربي أجمع! ولذا وجب أن نذكر هنا هذه (الكلمة الأخيرة) رداً على كلمته وليس لنا رجعة بعد ذلك اللهم إلا في نشرات تحليلية مفصلة أو معارض ومحاضرات عامة يتسع لها الموسم الشتوي المقبل وهو قريب
لقد تطور السيرياليزم في السنوات الخمس الأخيرة تطورات عدة بعيدة المدى في جوهرها،