اكتشف لفلار مكروب الدفتريا، ووجده في حلوق الأطفال، ولم يجده في أي جزء آخر من أجسامهم. فتعجب كيف أن المكروب لا يفارق هذه الحلوق؛ ومع هذا يسري بالموت في الأجسام. فتراءى له أن المكروب لابد يفرز سماً هو الذي يدور في الجسم فيميت. فجاء أميل رو بعد ذلك فحقق رؤيا لفلار فكشف عن هذا السم، واستخلص وعرف خواصه، وأن الأوقية منه تقتل ٧٥٠٠٠ كلب
- ٣ -
ولكن كان في مكان آخر بعيد عن باريس أميل آخر قائم في مثل هذا العمل ناصب فيه. هذا أميل أغسطس بارنج كان يشتغل في معمل كوخ ببرلين، في ذلك البناء المهدم الذي يسمى المثلث في شارع شومان. ففي هذا البناء أخذت الحوادث تتمخض عن أمور جليلة، وكان به كوخ، ولم يكن الآن دكتور القرية الصغير الخامل، بل كان السيد الأستاذ، ومستشاراً من مستشاري الدولة صاحب جاه ورب ذكر، ولكن برغم هذا لم تضق قبعته برأسه وكان ينظر على عادته من خلال نظارته المعهودة ولا يتكلم إلا قليلاً، وكان نصيبه من احترام الناس كبيراً هائلاً، وكان عندئذ مشغولاً بأمر علاج للسلّ خال أنه اكتشفه. فكان يحاول أن يقنع نفسه على الرغم منها بأنه علاج صادق، وكان هذا بسبب إلحاح السلطات عليه فيه، (والعلماء يلعنون السلطات بحق أحياناً على الرغم مما يكون من جودهم وسابغ