يذكر القراء ما كتبته عن تغزل الهائمة أماني فريد في الدكتور إبراهيم ناجي، والعكس. . . وكان اهتمامي بالكتابة في هذا الموضوع لأني وجدته أمراً جديداً يستحق الوقوف عنده ولاشك أن تغزل امرأة برجل معين على صفحات منشورة قفزة جريئة بالغة الجرأة، يتهيبها الرجل فضلا عن المرأة والمرأة الشاعرة نفسها لا تزال تردد في خطوة تسبق تلك القفزة، وهي أن تتغزل غزلا غير محدد كما يفعل الرجل.
وقد حفزني على العودة إلى هذا الموضوع ما تلقيته من الرسائل وما سمعته من الأحاديث تعقيباً عليه وصدى له، وكلها تعبر عن الارتياح إلى ما كتبت عدا رسالة واحدة حوت لومي عليه، وهي من الهائمة أماني فريد تقول في أولها:(إني لجد خجلة من أن أرى كاتباً وأديباً لا يستطيع أن يفرق بين العلاقات الأدبية بين الشعراء وغيرها من العلاقات التافهة العابرة). وكنت أحسبها خجلة لغير هذا فإذا هي خجلة بالنيابة عني. . . وبعد كلام آخر لا يفيد في الموضوع تختم رسالتها بقولها:(والعجيب إن الرجل المصري لازال يحقد على المرأة إذا رآها استطاعت أن تبزه وتنتج ما لا يستطيع هو. . . فرفقاً يا سيدي وكن في أحكامك متوخياً العدل حتى لاتسم كتاباتك بسمة النقد الجائر. . كنت انتظر أن اسمع منك ومن غيرك من النقاد الأفاضل كلمة مدح وتشجيع لا قدح وأقباط للهمم).
وأترك جانباً مسألة حقد الرجل على المرأة وبزها له، لننظر هل أنا ظلمتها، وهل ما صنعته هي يستحق المدح والتشجيع؟ قد يستحق غزلها في الدكتور ناجي مدحه وتشجيعه، وقد فعل كيلا بكيل. . . ولست أدري علام المدح والتشجيع، أعلى (العلاقات الأدبية بين الشعراء)، أم على قيمة الإنتاج؟
أما (العلاقات) وكما بدت في مجلة (العالم العربي) فقد استنكرها من حدثوني ومن كتبوا إلى. كتب الشاعر النابغ الأستاذ إبراهيم محمد نجا:(وقد ارتاحت نفسي إلى حديثك عن الملهمة (فلانة)، والدكتور (عمر بن أبي ربيعه)، ذلك الحديث الذي تشيع فيه السخرية التي تبعث الألم وتورث الإشفاق، وقد كنت أحب يا أخي الفاضل أن تصرح بأن هذه الأبيات