للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[العالم يتطلع إلى حدودنا المصرية]

أربعون يوماً في الصحراء الغربية

للأستاذ عبد الله حبيب

- ٣ -

تحدث المحرر في المقالين السابقين عن بعض مشاهداته في الصحراء الغربية فوصف سحر الصحراء، وأني في كلمات وجيزة على ذكر كثير من عادات العرب وصفاتهم، وتحدث عن حكامها ودون عنها معلومات عامة طريفة. وهو في هذا المقال يتحدث إلى القراء عن ساحل الصحراء الغربية وهطول الأمطار وموارد المياه على الساحل وسكة مريوط الحديدية وسكان الساحل وقبائل الصحراء الغربية حديثاً شائقاً طريفاً.

ساحل الصحراء الغربية

يمتد القسم الساحلي من الصحراء الغربية - وليس له اسم معين معروف - اسم من الشمالالغربي من الإسكندرية شرقاً إلى السلوم غرباً؛ ويبلغ طوله نحو ٥٠٠ كيلو متر.

وقد أطلق عليه القرطاجنيون اسم (ساحل ليبيا) وورد ذكره في كتابات هيرودوت عند وصف رحلات الفينيقيين والقرطاجنيين إذ وصف سكان هذا القسم بما لا يخرج عن حالتهم في الوقت الحاضر وطرق معيشتهم بعد الفتح الإسلامي. قال: انهم يرتدون ملابس اللوبيين، وتضع النساء خلاخيل في أرجلهن ويرسلن شعورهن تنمو وتطول؛ ومن عاداتهم أن للزواج وقتاً ومعيناً، وهو عندهم عيد عظيم، إذ تحضر القبائل - عند افتتاح موسمه - أجمل الفتيات الراغبات في الزواجفيقفن أمام ملكهم ليختار لنفسه منهن زوجة جديدة قبل أي مخلوق آخر.

ولكن هذا الشعب قد انقرض الآن واندمج في القبائل العربية بعد الفتح الإسلامي، واصبح سكان هذا الإقليم من العرب قبائل أولاد علي.

والقسم الساحلي هو شريط رفيع من الأرض المتعرجة الصالحة للزراعة. ويتراوح عرضه من الساحل جنوبا بين ٢٠ و ٥٠ كيلو متر، وبتسع من جهة الشرق - العامرية - ثم يأخذ في الضيق عند ما يتجه غرباً، وينهي تقريباً عند السلوم حيث تقترب هضبة ليبيا الكبرى

<<  <  ج:
ص:  >  >>