لقد انقلبت طفلاً ولا بستني حالة جيدة ليس في وسعي تصويرها. صرت أرعى زوجي الحامل كرعاية الأم رضيعها، واحرص على القرش الواحد كما لو كان ديناراً ذهباً. كنت اصدف عن الصحاب وازور إذ ألقى في منزلي، وددت لو أحتاز خيرات العالم أقدمها هدية لوالدي العزيز. قلت لصاحبي في شيء من الباسطة بغية إقشاع السحب المنتشرة - فوق نفسه، يخيل إلى أن (العامل الخفي) في زوجتك هو الذي جعلك لجوجا وثابا تقدير الأشياء بمقدار التخيل والتصور. وقد لا يؤذيك إذا قلت لك بصراحة الصديق الصادق إن بلوغك (سر المرأة) ابتعث فيك الشهوة عنيفة حادة. اطرق قليلاً وأجاب (الشهوة حيلة إرادة الحياة الكبرى على البقاء) نحن يا صاحبي نخلق الجمال ونعطي المعاني للأشخاص والأشياء. فالمعنى الصحيح لسر المرأة الراحة والطمأنينة. صمت هنيهة ثم أردف (أن رجلاً مثلى مفطور على العناد - والمغالبة والكبرياء لا يرضيه الاستسلام والليونة والركون شأن أكثر الأزواج. . . ثم تابع قوله كانت زوجتي. . . فقاطعت كلامه قائلاً: انتقال من الموضوع بارع ثم تقول. كانت زوجتي، وكانت هذه تدل على فعل ماض، فأومأ أن أتريث وتابع الكلام، كانت زوجتي، أجل كانت زوجتي على شيء عظيم من عزة النفس والكبرياء والمغالبة، وأنا أنا الذي أنميت فيها هذه الصفات وتعهدتها بدراية وحكمة، كان يلذ لي أن تعلو حجتها على حجتي فأرضخ للحق، وان يصدم عنادها عنادي فتنتهي إلى الرضا. ولم يبلغ كبرياؤنا في ظرف من الظروف حد الغرور، بل كنا نخلق الخصومة نوري بها الذهن فنستصبح بومضات الروح منبثقة من ظلمات المجهول، من هذا التناسق والانحاد جعلنا مواد بناء حياتنا الزوجية، وقد استخلصنا من ضروب أنواع الحب في فوضى الحياة خيطاً لنا بمثابة (الهارموني) من نشيد العمر، يرتفع بفرحة الغاية من الوجود الإنساني إلى أسمى مقام، أما خيط حياتي هذا فقد انقطع، أنا الذي قطعته بيدي، أجل يا صاحبي أنا الذي قطعته