(يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب
يردوكم بعد إيمانكم كافرين؛ وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم
آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط
مستقيم؛ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا
وأنتم مسلمون؛ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا
واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم
فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم
منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون)
(قرآن كريم)
ما لهذا الشيخ يقضي يومه مقبلاً مدبراً يختلس النظر إلى جماعات الأنصار وهم جلوس يتحدثون في هدوء، وعلى وجوههم نور الهداية يتألق؟ ماله ينفضهم بنظراته وإن عينيه لتقدحان شرراً، وإن قلبه ليضطرم حسداً وإنه ليحدث نفسه - في مغداه ومراحه - يقول يا ويلي! لقد اجتمع ملأ بني قَيْلة بهذه البلاد لا والله مالنا معهم إذا اجتمع ملؤهم من قرار؟ لعله يهيئ أمراً أو يصنع حادثة
إنه شيخ من يهود قد عسا، عظيم الكفر، شديد الضِّغن على المسلمين، شديد الحسد لهم، يحزّ في نفسه ما يرى بين الأوس والخزرج من ألفة وإخاء، ويغيظه أن تجمعهم آصرة أو تربطهم وشيجة، إنه هو شاس بن قيس
لا جرم، فلقد كان شاس بعض الفئة الباغية من يهود ممن عتوا عن أمر ربهم ونصبوا