حفلت قاعة المحاضرات بمعهد التربية العالي بالإسكندرية مساء الاثنين ١٧ إبريل بجمع كبير من رجال الأدب والتربية والعليم بسماع المحاضرة التي ألقاها الأستاذ - أحمد زكي - عن موضوع الفن بين الإبداع والاستمتاع. وحاول فيها أن يفسر نفسية المبدع أو المنشئ ونفسية المستمتع على ضوء علم النفس. فاستطاع أن يعرض أحدث ما بلغه علم النفس في تفسير نفسية كل من الفنان الخالق والمستمتع.
وسأحاول أن أقدم إلى القارئ خلاصة تلك المحاضرة: فقد ابتدأ بتعريف الفن بأنه الطبيعة نفسها موشاة بوجدان الفنان، وأن عمل الفنان يقوم على التفاعل بين الشعور وبين اللاشعور، أي بين الوعي والعقل الباطن، وهي الحالة التي نعرف بحالة الوحي الفني. وفيها تخف وطأة الرقيب على اللاشعور فيظفر الفنان بذلك الإنتاج الذي قد يعجب هو نفسه كيف تأنى له.
وهذه الظاهرة هي ما كانت تسمى قديماً بشياطين الشعر. ثم تناول نفسية المستمع وقسمها إلى طوائف أربع:
الطائفة الترابطية: وتقدر جمال الفن على قدر ما يثيره هذا الفن في نفوسهم من ذكريات. فتتوقف قيمته على ما يحمل من هذه الخصائص.
الطائفة الذاتية: ونقيس الفن بمسبار تأثيره على احساساتهم وكلما زاد الأثر الفني في تأثيره على حاسة من حواسهم كاللون مثلاً كان تأثيرهم أشد وانفعالهم أكثر.
الطائفة الموضوعية: وهؤلاء هم أندر الطوائف بين المستمتعين بالآثار الأدبية وهم ما يعرفون بنقاد الفن وواضعي مقاييس نفده. فهم يقفون من الأثر الفني موقف موضوعي ويحاولون بيان ما فيه من أسرار الفن ودلائل العبقرية، ولا يدعون لتأثرهم الشخصي دخل كبير في تقويم هذه الآثار.
الطائفة التعبيرية: وهم يخلعون على الأشياء والظواهر الطبيعية صفات إنسانية عامة مثل البحر غاضب والأمواج تختال الخ. .
ثم تناول بعد ذلك المذهب الذي كان يذهب إلى أن الجمال عبارة عن نسب عددية، بمعنى