تأريخ المجتمع ونقد المجتمع - جريمة أدبية - سريرة المويلحي - التحرش بالأزهريين - صفحات تعليمية - كلمة إنصاف
تأريخ المجتمع ونقد المجتمع
المجتمع أسمه الجمعية في لغة المويلحي وفي لغة من عاصروه، فهو يقول الجمعية الإنسانية ويعني بها ما نسميه المجتمع الإنساني.
وقد لاحظنا فيما سلف أن (الجامعة المصرية) معناها في كتابات لطفي باشا السيد (الرابطة المصرية) وأن الجامعة بمعناها الجديد كانت تسمى الكلية، وقد وردت بهذا النص في مجلة المقتطف عند الكلام عن إنشاء الجامعة المصرية. وبعض جرائد الشام لهذا العهد تذكر (الجامعة البشرية) وهي تعني الرابطة الإنسانية. فليلتفت الطلبة إلى أن في كتابات المويلحي ألفاظا هجرها كتاب اليوم، أو نقلوها من وضع إلى وضع، وللألفاظ أعمار وأزمان!
ثم أذكر أنه يجب أن نلاحظ الفرق بين تأريخ المجتمع ونقد المجتمع، ففي الكتاب فقرات تؤرخ المجتمع من غير قصد، فنعرف منها بعض أحوال القاهرة منذ نحو خمسين عاما، كأن يصف المؤلف دارا بالعزة والرفاهية فيذكر أنها تضاء بالكهرباء.
ونحن اليوم لا نقول ذلك، لأن الأغلب في القاهرة أن تضاء الدور بالكهرباء، وان لم يكن أهلها أغنياء. وكأن يذكر المؤلف أن محكمة الاستئناف في حي الإسماعيلية وأنها لم تكن تستقر في مكان. وكأن يقول: أن سكان مصر عشرة ملايين. وكأن ينص على أن المحامين أمام المحاكم الأهلية لا يعرفون اللغات الأجنبية، وكأن يشير إلى متحف بولاق ومتحف الجيزة، وليس عندنا اليوم غير متحف قصر النيل. وكأن يذكر أن كتاب المحكمة الشرعية تنتظرهم حميرهم وبغالهم على الأبواب،
وكأن يجعل سدنة (الدفتر خانة) أشياخا يحملون الدوي النحاسية في أحزمة القفاطين. وكأن