(تحجب ورقة رقيقة أشعة الشمس عن أعينا ولا تحجب كتلة من الرصاص سمكها بضعة أمتار الأشعة الكونية التي تخترق أسقف منازلنا أينما وجدت وأجسامنا أينما تكون)
تحدثنا عن نملة افترضنا أنها تتأمل خرجت لأمل مرة في حياتها من مكمنها، فوجدت نفسها بطريق المصادفة في سرادق تكسو أرضه أبسطه وتعلوه أنوار ويؤمه كثير من الزائرين. انطفأت الحياة فيها قبل أن تتاح لها الفرصة لتعرف ما عسى أن يكون في الوجود غير ما يجول بداخل السرادق الفسيح، وذكرنا أن الدنيا عند هذه النملة فضاء تضيئه أنوار وتحيط به أقمشة وتغطي أرضه أبسطة، وفقيه يرتل آيات، ونادل يتحرك بين الحاضرين
دخلت السرادق نملة أخرى، ظلت تسير على الأبسطة وتحت الأنوار وتتابع السير في مأمن من النادل والفقيه، وعوضاً عن أن تقضي نحبها اهتدت إلى كومة الرمل التي خرجت منها الأولى وصادفت داخل الكومة إحدى بنات جنسها تتأمل عالمها الذي تراه لأول مرة من ثقب السجاد، هذا العالم الذي لازال ينحصر عندها في سرادق وفقيه ونادل وأنوار وزائرين
تحدثت الزائرة إلى جارتها: لا تظني أن الدنيا هي هذا السرادق المحدود، فقد رأيت رأى العين قبل الدخول فيه قاطرة يتصاعد الدخان منها، ورأيت فريقاً من بني الإنسان يجتمع في مركبات تجرها القاطرة، وعند ظني أنهم اجتمعوا لغاية واحدة، هي أن يصلوا جميعاً إلى مكان معلوم، يغلب على ظني أنه بعيد جد البعد عنا، فقد كانت القاطرة تنهب الأرض بسرعة تختلف كثيراً عن سرعة إخوانهم الراجلين
شد ما تختلف هذه المعلومات الجديدة لدى النملة التي تتأمل، وشد ما تختلف هذه الصورة الجديدة للدنيا عندها، فهذه القاطرة وهذه السرعة طفرة في معارفها، لم تخطر لها على بال
في العلوم وثبات تحدث في فترات بعيدة من الوقت، تُعد للإنسان كهذه المعارف بالنسبة للنملة
عندما اكتشف رنتجن في سنة ١٨٩٥ الأشعة السينية كانت هذه الأشعة وثبة في العلوم لم