للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تنازع اللغات في طائفة من الكلمات]

لفضيلة الأستاذ الشيخ عبد القادر المغربي

عضو مجمع فؤاد الأول للغة العربية

إن من أشق الأمور على من كلف الكلام في الحفلات اختيار موضوع كلمة الحفلة لحفلة مثل حفلتكم، أقيمت لافتتاح أعمال مجمع لغوي مثل مجمعكم: إذ لا يحسن بالمتكلم إذ ذاك إلا أن يكون موضوع بحثه مما له علاقة باللغة وسلامتها، أو اتصال بتاريخها وبحوث آدابها. وبحوث اللغة أيها السادة قد يعتريها سوء تعبير، ويلحق بها أحياناً شيء من جفاء وجفاف، فما أحوج المتكلم اللغوي إلى التلطف في جمال العرض وحسن الإيراد ونصاعة البيان.

وهي خطة أصبحت لا أجيدها، ولا أطيق الجولان في ميادينها. وماذا أصنع وقد ذكر أسمي في جملة خطباء الحفلة من دون أن أستشار، أو يجعل لي اختيار، في تلمس الأعذار.

وبعد لأي هديت إلى بحث لغوي رأيته يلائم الزمان والمكان. غير أني لما زرته، وحاولت إفراغه في قالبه وجدته في حاجة إلى أن أذكر السبب في اختياره، والداعي إلى جمع مسائله وتقييد أوابده.

وإذا بي أرجع إلى ذكرى حادثة قد تسمى تاريخية. وقد تسمى مصرية. ويغلب على الظن أنها لم تدون بعد. فأزمعت تدوينها كمقدمة لبحثي اللغوي، أو كصفحة من تاريخ الوادي ومغامرات أبنائه في سبيل استقلاله.

وبدل أن تقع المقدمة في كلمات. إذا هي استوعبت صفحات. وفيها من الخبر ما يحسن وقعه، ويطيب لكم أيها الإخوان سمعه:

ألا تحبون أن تسمعوا أن الشيخ عبد العزيز شاويش رحمه الله نجح في إقناع (جمال باشا) قائد الجيش الرابع في الحرب العالمية الأولى (حرب سنة ١٩١٤م) - إقناعه باسترداد المدرسة الصلاحية في القدس من أيدي الرهبنة الفرنسية المسماة بالآباء البيض وإرجاع تلك المدرسة سيرتها الأولى: مدرسة دينية أزهرية عمائمية لكنها عصرية باسم (الكلية الصلاحية) نسبة إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي كان بنى تلك المدرسة على ظهر مغارة كانت تأوي إليها السيدة حنة وطفلتها السيدة مريم. وكان هذا من صلاح الدين بعد أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>