إنه من ضيوف هذه الأرض المؤنسين، ينظر إليه الناس بينهم فيستحضرون الرضوان والأمان، وكما تنظر الأسرة إلى الأب الوقور بينها فتطمئن ولا تخشى، وإن لم يكن في يديه سلاح، ولم يكن للسلاح غنى إن كان في يديه.
أنبأنا البرق أمس أن تاجور يعاني شدة المرض في شيخوخته المباركة، فرجونا أن تظهر تحيتنا هذه عند ظهور الرسالة، وقد جاءت الأنباء بشفائه، وشفاء تاجور بشرى تعلنها في الهند أكبر جماعاتها وهيئاتها. كذلك أدركته الوعكة من قبل فلما شفى علمنا بشفائه من خطاب رئيس المؤتمر الهندي وهو يفتتح لجنته العليا، ويبدأ بإعلان بشرى الشفاء قبل البدء بأمر من الأمور الجسام التي كانت اللجنة العليا مجتمعة لها في تلك الجلسة.
قال جوهر لال نهرو:(إن هذه اللجنة تهنئ الأمة بعناية الله التي شفت لها الدكتور رابندرانات تاجور: رجل من أعظم أبناء الأمة الهندية).
ورجاؤنا أن نسمع مثل هذه البشرى في يوم قريب.
نقل البرق نبأ اشتداد المرض عليه صباح يوم الأحد، فخطر لنا أن نرجع إلى السنوية التاجرية لنستخرج منها الفأل فيما كتب فيها من أقوال تاجور بازاء اليوم التاسع والعشرين من شهر سبتمبر، ولكل يوم من أيام هذه السنوية كلمة أو بيت أو خاطرة من مأثورات الشاعر العظيم.
رجعنا إلى صفحة اليوم فإذا بها تقول:(إن العقل يتركنا بمعزل عن الشيء الذي يعرفنا إياه؛ ولكن الحب يعرفنا ما يعرفه بالامتزاج به والنفاذ إليه).
وإذا بها تقول:(إن العالم الإنساني هو عالم المرأة، سواء كان من شئون البيت، أو من الشئون التي تمتلئ بجهود الحياة التي تسمى جهود الإنسان).
وإذا بها تقول:(إن ظلال المساء تهبط كثيفة عميقة. . . افتح نافذتك إلى الغرب، وانغمر في سماء المحبة).
ثم رجعنا إلى صفحة اليوم الثلاثين، وهو اليوم الذي نكتب فيه مقالنا هذا، فإذا بها تقول: