[من نار الفراق]
سأسخر بالأقدار بعدك!. . .
للأستاذ محمد حسن إسماعيل
(أنني أقدس فيك قلباً ما وهب الله متله لبشر، وعواطف ملائكية طاهرة، وإخلاصا ما شابه زور أو خيانة، وما أنا إلا زهرة شاء حظي السعيد أن أتتفتح على نور حبك وسحر أنغامك. فأي قوة في العالم تستطيع أن تنتزع هذه الزهرة إلى غير أرضها دون أن يلحقها الفناء، أو تفصل روحي عن جسدها!. . .)
من رسائلها إلي
تريدين مني الصبر هاتي رحيقَهُ ... وإلا فخَلِّيني ونيرانَ ثوْرتي!
نفختِ لَظاها في دمي، وتركتِها ... تؤِّجج أحلامي وتكرب حَيرتي
وتَنسَخُ أيَّامِي عليكِ قصيدةً ... مشوشةَ الأنغام تَهذي بلوْعتي
وتنتظرينَ الصبرَ؟ إني نشدتُهُ ... فأقبلَ بركاناً يُزلزِلُ هَدْأَتي!
أيصبرُ من سوَّى جمالُكِ عُمرَهُ ... ينابيع تَقديسٍ وحبٍّ ورحمةِ؟
وأسكرتِهِ بالحسن والطهر والهوى ... وكنتِ له في الله أقدسَ توْبةِ!
وعلَّمتِهِ إنْ هزَّ للفنِّ رُوحَهُ ... تُكبِّر للإلهام أطهرُ كعبةِ
ونشَّأتِهِ في الدَّمع حتى أذابهُ ... أناشيدَ أحزانٍ وبؤسٍ وحسرة
أنا الساخرُ الجبارُ لا الدَّهرُ هزَّني ... ولا النكبات السود هيَّجن عزلتي
أمُرُّ بأرْزاءِ الزَّمانِ كأنني ... خُطا العاصف العربيد في ظل زهرة
وأبِصرُ حشدَ الناسِ أسرابَ هاجسٍ ... من الإثْمِ زَحَّافٍ بأرْجَس مُهْجةِ
وأَسمعُ لا من زيْفِهم وبيانِهِم ... ترانيمَ عزَّافِ بأمنع قِمَّةِ. . .
فما لي على كَفَّيكِ طرَّحتُ أدْمُعي ... وسُخْري من الدُّنيا وعزِّي وكِبْرَتي؟
ومَيَّلْتُ أنَّى سرْتِ في التُّرْبِ خاشعاً ... وطهَّرْتُ من أنوارِكِ البيضِ سجْدتي؟
وضيَّعتُ أيامي - وما ضِعنا - إنما ... ذهْبن قرابِينَ الهُدى لحبيبتَي!
فيا زَهرتي ما لي أُناديك فانياً ... فتصرُخُ أَصْداءُ النداءِ بخيْبتي
ويرتدُّ لي شجوِي كما ردَّتِ البلِى ... بقيَّاتِ آهاتِ الثَّكالَى لميِّتِ!