صلتها بأهداف التربية الأخرى. . . التربية الاجتماعية. . . التربية الخلقية التربية البدنية
للأستاذ كمال السيد درويش
إذا كانت تلك هي رسالة المربي في الحياة فما هو موقفها من أهداف التربية الأخرى؟ سنبدأ بالكلام عن موقفها من التربية الاجتماعية لأنها من أهم الأهداف التي تتردد على الألسن في الوقت الحالي.
إن الصيحة التي انبعثت تنادي بضرورة الاهتمام بالتربية الاجتماعية هي نتيجة طبيعية للأحوال المضطربة التي يجتازها المجتمع في العصر الحالي. إن الإنسان مضطر إلى الحياة مع غيره من الناس فهو كائن اجتماعي والمجتمع نتيجة حتمية لوجود الإنسان. ومع الحياة في المجتمع تتعقد الأمور وتتعارض، وتنمو المشاكل، ولقد كانت مشاكل المجتمع البدائي بسيطة سهلة ومع ذلك حاول الإنسان التخلص منها فابتكر واخترع وكان يأمل من وراء ذلك إلى توفير جهوده مع تحقيق أكبر قسط ممكن من السعادة. وعلى عكس ما كان منتظراً لم يأت كل اختراع جديد إلا وفي طياته من المشاكل الظاهرة والخفية ما زاد في آلام الإنسانية ومتاعبها حتى أصبحنا في القرن العشرين نعاني من الآلام والويلات ونجابه من الأزمات ما أكد لدينا أن المجتمع الإنساني قد أصبح مريضاً حتى أصبحنا الآن نفكر في علاج هذا المجتمع المريض. ولما كانت التربية من أهم وسائل العلاج، فقد انبعثت الصيحة؛ تلك الصيحة القوية التي نادت ولا تزال تنادي بضرورة الاهتمام بالتربية الاجتماعية بل وبجعلها هدف التربية الأسمى.
وتقف رسالة المربي من هذه الصيحة موقفاً آخر غير موقف المؤيدين. ذلك أن أنصار هذا الهدف سيخضعون كل وسائل التربية لتحقيق هذا الهدف الذي سيصبح تقليداً جامداً وديكتاتوراً متحكماً يقف في وجه التطور والتقدم، وسيقتل النمو وهو ما يتنافى مع رسالة المربي. تنظر رسالة المربي إلى التربية الاجتماعية من وجهة نظرها الخاصة بمواصلة النمو. هي تنظر إلى التربية الاجتماعية لا على أنها هدف في ذاته؛ ولكن على أنها وسيلة إلى هدفها هي، فالتربية الاجتماعية تؤدي إلى إيجاد التوافق الاجتماعي الذي يساعد الإنسان على مواصلة التقدم والنمو، وهكذا يرفع هدف رسالة المربي في هذه الحالة من قيمة