للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أتراها تناست اسمي لما ... كثرت في غرامها الأسماء

إن رأتني تميل عني كأن لم ... تك بيني وبينها أشياء

جاذبتني ثوبي العصي وقالت ... أنتم الناس أيها الشعراء

فاتقوا الله في قلوب العذارى ... فالعذارى قلوبهن هواء

وقوله في قصيدة أخرى:

أداري العيون الفاترات السواجيا ... وأشكو إليها كيد إنسانها ليا

قتلن ومنين القتيل بألسن ... من السحر يبدلن المنايا أمانيا

وكلمن بالألحاظ مرضى كليلة ... فكانت صحاحاً في القلوب مواضيا

حببتك ذات الخال والحب حالة ... إذا عرضت للمرء لم يدر ماهيا

وأنك دنيا القلب مهما غدرته ... أنى لك مملوءاً من الوجد وافيا

صدودك فيه ليس يألوه جارحاً ... ولفظك لا ينفك للجرح آسيا

وبين الهوى والعذل للقلب موقف ... كخالك بين السيوف والنار ثاو

وبين المنى واليأس للصبر هزة ... كخصرك بين النهد والردف واهن

وعرض بي قوم يقولون قد غوى ... عدمت عذولي فيك إن كنت غاو

يرومون سلوانا لقلبي يريحه ... ومن لي بالسلوان أشربه غاليا

وما العشق إلا لذة ثم شقوة ... كما شقي المخمور بالسكر صاحيا

على هذا النمط تجد شعره الذي يندرج تحت هذا الباب كله صناعة وتقليداً للسابقين.

هذه هي الصورة الأولى التي ذكر فيها الشاعر المرأة ومنها نرى أن نصيبها من هذا القسم من شعره نصيب لا يساير روح العصر ولا يتمشى مع تطور الزمن ونهضة المرأة في الميدان الاجتماعي وما وصلت إليه.

أما الصورة الثانية فهي التي سنقدمها إلى القراء في العدد القادم إن شاء الله.

أسيوط

عبد الموجود عبد الحافظ

<<  <  ج:
ص:  >  >>