غرض الأخلاقي أن يصلح سلوك الناس، وهذا طموح حميد، لأن سلوكهم إلى حد بعيد يستحق الرثاء، ولكني لا أستطيع أن أمدح الأخلاقي على ما ينشده من إصلاحات خاصة أو على ما يصطفى من طرق لبلوغها، فطريقته الواضحة، هي النصح الخلقي، ومنهجه الحقيقي هو نظام الجزاء والعقاب الاقتصادي والطريقة الأولى تأثيرها غير دائم أو هام، فتأخير الإحصائيين منذ (سافونا رولا) فنازلا كان دائما وقتيا. والثانية - أي الجزاء والعقاب - لها تأثير قوي، فقد جعلت المرء مثلا يفضل عاهرة عارضة على سيدة شبه دائمة، لأنه من الضروري أن تتبع الطريقة الأسهل تخفيا، وهم من أجل ذلك يبقون على عدد من المهن الخطيرة ليحموا بها انتشار داء الزهري، ومع ذلك فليست هذه الموضوعات التي ينشدها الأخلاقي، ولكنه ليس علميا حتى يلاحظ أنها هي الموضوعات التي حصل عليها حقيقة.
ولنر الآن. . هل هناك من شيء أحسن من هذا يمكن أن يكون عوضا عن هذا الخطط غير العلمي من الوعظ والرشوة.؟ أحسب إن هناك شيئاً مثل ذلك.
أعمال الناس مضرة سواء عن جهلهم أو عن رغباتهم السيئة، وحينما نتكلم من وجهة النظر الاجتماعية قد نعرف (الرغبات السيئة) بأنها تلك التي تتجه إلى اعتراض رغبات الآخرين أو بالأحرى هذه التي تعترض من الرغبات أكثر مما تعضد، وليس من الضروري أن يقف طويلاً عند الضرر الذي ينبعث عن الجهل، فكل ما يحتاج إليه حينئذ هو معرفة كثر، ولهذا يكمن طريق الإصلاح في بحث أكثر وتربية أعظم، ولكن الضرر الذي ينبعث عن الرغبات السيئة أمر أكثر صعوبة.
وهناك مقدار من الحقد الفعال عند الرجل والمرأة العاديين ولدى كل منهما ضغن خاص