هذا الكتاب الصغير الذي يشمل منهاج السنة الرابعة الابتدائية، من وضع عالم كبير قضى سنوات طويلة في خدمة التعليم في أدق مناصبه من ناظر بالمدارس الأميرية إلى مفتش للآداب بالمعاهد الدينية، فلا عجب مع ذلك أن يكون كتابه هذا على ما هو عليه من الدقة العلمية، وحسن الترتيب. ولقد كان هذا الكتاب أحد الكتب الثلاثة التي فحصتها وزارة المعارف، ووافقت على صلاحيتها في المباراة التي أعلنت عنها في عام ١٩٣٢ وتقدم للاشتراك فيها عدد كبير من المؤلفين.
وليست تقاس مهارة المؤلف هنا بما يحتوي عليه كتابه من المعلومات والوثائق كما هو الشأن في الكتب المطولة، وإنما تقاس مهارة المؤلف بمقدار نجاحه في تسهيل تلك المعلومات وصوغها في عبارات تناسب تلك السنة الدراسية، وربط أجزاء المنهاج بعضها ببعض بطريقة فنية تضمن تحقيق الغرض المنشود من تدريس التاريخ. ولقد وفق الأستاذ الفاضل مؤلف هذا الكتاب توفيقا يغبط عليه، فصاغه في صورة تحببه إلى الطلاب وتحبب إليهم موضوعه، كما أنه اهتم بحسن الطبع واختيار الورق فجاء كتابه متقناً من جميع نواحيه. وإني لأحمد لهذا المربي الفاضل جميل صنعه، وأقدم كتابه إلى طلاب السنة الرابعة الابتدائية مع مزيد الاغتباط